مفهوم الدعم البيداغوجي ومجالاته

مفهوم الدعم البيداغوجي ومجالاته

1- مفهوم الدعم البيداغوجي

من بين التعريفات المتداولة، نجد ما يلي:
  • هو مجموعة من الوسائل والتقنيات التربوية التي يمكن اتباعها داخل الفصل (في إطار الوحدات الدراسية)، أو خارجه (في إطار المدرسة ككل)، لتلافي بعض  ما قد يعترض تعلم التلاميذ من صعوبات (عدم فهم، تعثر، تأخر...) تحول دون إبراز القدرات الحقيقية، والتعبير عن الإمكانات الفعلية الكامنة (وزارة التربية الوطنية: تكوين معلمي السنة السادسة من التعليم الأساسي 1986)
  • هو عمليات وإجراءات تتم في حقول ووضعيات محددة، وتستهدف الكشف عن التعثر الدراسي، وتشخيص أسبابه وتصحيحه من أجل تقليص الفارق بين الهدف المنشود والنتيجة المحققة (سلسلة علوم التربية، بيداغوجيا التقويم والدعم 1991).
  • هو مجموعة من الأنشطة والوسائل والتقنيات التربوية التي تعمل على تصحيح تعثرات العملية التعليمية التعلمية لتدراك النقص الحاصل في العمليتين، وتقليص الفارق بين الأهداف والنتائج المحصلة  (الملتقي التربوي الخاص بوضع المعالم الرئيسية لاستراتيجية الدعم التربوي يوليوز 1998).
  • هو مجموعة إجراءات واستراتيجيات تهدف إلى تصحيح ثغرات التعليم والتعلم، من أجل تقليص الفارق بين الأهداف المتوخاة والنتائج الفعلية... (مشروع الدعم والتقوية في السلك الثاني من التعليم الأساسي، تجربة نيابة الرباط، جريدة معالم تربوية، العدد 10، يناير 1998).
  • هو مجموعة من التقنيات والوسائل التربوية التي تستهدف تمكين التلاميذ المتعثرين دراسيا، من تجاوز الصعوبات الذاتية والموضوعية التي تواجههم أثناء العملية التعليمية التعلمية، حتى يتأتى لهم متابعة دراستهم بصورة طبيعية لوقايتهم من الرسوب والتكرار (علمي شنتوفي مصطفى، بيداغوجيا الدعم والتقوية بين التنظير والتطبيق، جريدة معالم تربوية، العدد 9، دجنبر 1997).
  • هو مجموعة إجراءات وتكيفات واستراتيجيات تهدف إلى تصحيح ثغرات التعليم والتعلم، من أجل تقليص الفارق بين الأهداف المتوخاة والنتائج الفعلية (عبد اللطيف الفاربي ومحمد آيت موحى، بيداغوجيا التقييم والدعم، أساليب كشف تعثر التلاميذ وأنشطة الدعم).
  • هو مجموعة من الطرائق والأدوات والتقنيات الخاصة التي تنتهج داخل الفصل الدراسي عبر الوحدات والمواد، أو خارجه، في شكل أنشطة تكميلية تصحيحية لتلافي ما قد يظهر على المتعلم من صعوبات تعتري سيره الدراسي (بيداغوجيا الدعم، سلسلة التكوين التربوي، الكتاب السادس).
  • هو جملة من الأنشطة التعليمية المندمجة تهدف بالإضافة إلى حصول التعلم لدى جميع التلاميذ أو معظمهم بشكل عادي، إلى تقديم تعليم فردي وقائي ملائم للنقص الذي يتم اكتشافه خلال المراقبة المستمرة، حتى يتمكن التلاميذ جماعات وأفرادا من تحقيق الأهداف المرسومة حسب إمكانياتهم وحسب متطلبات المستوى الدراسي الذي يوجدون فيه (الدعم التربوي، سلسلة علم التدريس، الكتاب السادس، محمد الدريج).
الدعم هو مجموعة من التدخلات والعمليات  والإجراءات المتخذة على عدة مستويات لجعل التعلم الفعلي للمتعلمين كافة دون ميز أو شرط، وهو نفسه التعلم النموذجي المخطط والمسطر له في البرامج والمناهج الدراسية. ارتباطا بما سبق من تعريفات ومفاهيم، ويمكن القول إن الدعم هو تصحيح التعثرات في حينها، مع اعتبار التعثر مسألة عادية بالنسبة للتلميذ، حتى لا تتراكم وتؤدي إلى الرسوب والتكرار ثم الفشل الدراسي. فالدعم هو تلك القرارت التي يأخذها متدخل أو مجموعة من المتدخلين في وقت معين لكي تكون نتائج التعلم الفعلي هي النتائج المحددة سلفا.
الدعم هو بناء وتنفيذ مخطط متكامل، يسعى إلى التقليص من فوارق تم رصدها بين وضعية متوخاة ووضعية حقيقية للتعلمات، والتأثير على الأسباب التي أدت إلى وجود تلك الفوارق. تجدر الإشارة إلى أن الدعم يقوم بناء على عملية تشخيصية استهدفت مقارنة النتائج المرجوة بالنتائج الفعلية للتعلمات ورصد الأسباب التي ساهمت في هذه الفوارق.
يمكن لعمليتي الدعم والتشخيص أن تتم قبل انطلاق العملية التعليمية التعلمية، لتمكين المتعلمين من التحكم في المكتسبات القبلية الضرورية، ومواكبة التعلمات اللاحقة بدون صعوبات: وهذا ما يسمى بالدعم الوقائي.
ويمكن أن تتم عملية الدعم أيضا، خلال مسار الفعل التعليمي التعلمي لتمكين غالبية التلاميذ من المواكبة والمسايرة وتجنب نتائج سلبية في آخر العملية التعليمية التعلمية، وهو ما يسمى بالدعم المندمج، وهو دعم وقائي أيضا.
كما يمكن للتشخيص والدعم أن يأتي في آخر درس، أو وحدة، أو منهاج، ويسمى بالدعم العلاجي.

2- مجالات الدعم البيداغوجي

بناء على نتائج التشخيص، يمكن لأنشطة الدعم أن تهم أحد المجالات الأساسية أو مجموعة منها حسب مردودية المنظومة التربوية، وتتخذ أنشطة الدعم أشكالا مختلفة ومتنوعة حسب المجال المستهدف. أما المجالات التي يمكن أن تكون معنية بالدعم، بشكل عام، فهي كالتالي:
  • المتعلم في حد ذاته، عندما يتبين من خلال نتائج التشخيص أن التعثر الملاحظ ليس مرتبطا بعوامل خارجية، بل له علاقة بأحد مكونات شخصية المتعلم (الجانب المعرفي، الجانب الوجداني والنفسي، الجنب الحس حركي).
  • الظروف المحيطة بالعملية التعليمية التعلمية داخل القسم، عندما يفضي التشخيص إلى نتائج مفادها أن تعثر التلميذ راجع إلى عوامل خارجية عن المتعلم كفرد ومرتبطة مثلا بطرق التدريس، أو باستعمال الوسائل التعليمية، أو بعدم التلاؤم بين وتيرة التدريس ووتيرة التعلم، أو بعلاقة المدرس مع باقي التلاميذ، أو بالتقويم والامتحانات. وفي كل الحالات، يدخل هذا المجال من الدعم في إطار ما يسمى بالدعم البيداغوجي.
  • الظروف الداخلية للمؤسسة، عندما يتضح من خلال نتائج التشخيص أن التعثر مرتبط بعوامل خاصة بالمؤسسة، كالبنيات التحتية، أو التدبير الإداري والتربوي، أو بتتبع التلاميذ، أو بالتجهيزات والبناءات والفضاءات، أو بالتنسيق بين مدرسي القسم الواحد ومدرسي المادة الواحدة والمواد المتداخلة. في هذه الحالة، فإن الأمر يتعلق بالدعم المؤسسي.
  • المحيط المباشر للمؤسسة، عندما يقودنا التشخيص إلى نتائج مفاده أن الوسط الطي توجد فيه المؤسسة له أثر سلبي على الصحة الجسدية أو النفسية أو الاجتماعية (بيع أغذية غير مراقبة والتبغ في محيط المؤسسة...)، الطريق المؤدية للمؤسسة مرتبطة بالظروف المناخية وغير آمنة...
  • البرامج والمناهج الدراسية، قد يكون التعثر راجعا بالأساس إلى طبعة بعض الكفايات، التي لا يسمح المستوى النمائي للتلاميذ بالتحكم فيها، أو أن المكتسبات القبلية الضرورية غير متوفرة نظرا للطريقة التي بني بها المنهاج. في هاتين الحالتين، يتعلق الأمر بالدعم المؤسساتي.
  • الظروف الاجتماعية والاقتصادية للأسرة، كالأطفال المعوزين، أو الأسر المتفككة أو التي تعيش مشاكل بين أفرادها أو علاقة المتعلم بأسرته. ويسمى هذا النوع من الدعم بالدعم الاجتماعي.
نقلا عن دليل إعداد وتدبير أنشطة الدعم البيداغوجي

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم