الكفايات: تعاريفها، خصائصها، أنواعها

الكفايات تعريفها خصائصها وأنواعها

1- بعض تعاريف الكفايات

- تعربف الدكتور محمد الدريج: الكفاية هي مجموعة من المعارف والمهارات والاتجاهات المكتسبة والمندمجة بشكل مركب، والتي يقوم الفرد بتجنيدها وتوظيفها قصد مواجهة مشكلة ما في وضعية محددة.
- تعريف الدكتور محمد أمزيان: الكفاية هي القدرة الشخصية على التكيف بطريقة متجددة وغير نمطية مع وضعيات جديدة، فالمهم ليس هو التحكم في الإجراءات فقط، ولكنه كذلك القدرة على حشد هذه الإجراءات.
- تعريف الدكتور الفاربي: في نطاق التربية والتعليم، فإن للمفهوم دلالة عامة مؤداها أن الكفاية جملة قدرات تتيح للمتعلم أن يؤدي مهاما وأنشطة معينة في وضعيات مختلفة. ويعطي المثال الثاني: إذا قلنا إن للمتعلم كفاية تواصلية شفهية، فهذا يعني شيئين متلازمين: الشيء الأول هو أنه يمتلك قدرات من قبيل اختيار الأسلوب المناسب للمقام واحترام أعراف التواصل وعدم اللحن، أما الشيء الثاني؛ فيعني أنه يقوم بأداءات وإنجازات تؤشر على أنه يمتلك فعلا تلك الكفاية.
- تعريف كزافيي روجيرس: الكفاية هي إمكانية الفرد وقدرته على تعبئة مجموعة مندمجة من الموارد (معارف ومهارات ومواقف) بكيفية مستبطنة، بهدف حل عشيرة من الوضعيات المسائل.
- تعريف فيليب بيرنو: الكفاية هي القدرة على تفعيل مختلف الموارد المعرفية لمواجهة نوع معين من الوضعيات.
- تعريف فيليب كاري: الكفاية هي كل ما يسمح بحل المشكلات المهنية داخل سياق معين من خلال تعبئة وتجنيد قدرات متنوعة بكيفية مندمجة.

2-  خصائص الكفاية 

يتضمن حديث الباحثين في علوم التربية عن الكفايات إبراز العديد من خصائصها. ونكتفي هنا بذكر الخصائص التي تَعن لنا أساسية:

أ- الكفاية إجرائية ومغياة Opératoire et Finalisée:

تستمد الكفاية معناها من العمل والفعل. فهي دائما، كفاية من أجل الفعل ومن أجل غاية وهدف ما، إذ لا يمكن أن نتصور عملا أو نشاطا بدون هدف. وبالتالي، فإن الكفاية غير قابلة للفصل عن النشاط الذي تتجلى من خلاله. إننا أكفاء من أجل مهمة أو مجموعة من المهام. وما دامت الكفاية فعلا له غاية ومقصدية، فإنه من واجب المدررس أن يحفز المتعلمين للقيام بأنشطة صالحة للاستعمال، أي أنشطة يدركون فائدتها بأنفسهم، إذ إن التعلم الحقيقي ليس هو التخزين، ولكنه قدرة المتعلم على إعطاء معنى للمعرفة وقدرته على استعمالها.
- ترى فيفان دولاندشير أن الكفاية ذات صلة بالممارسة والفعل، وذلك لأنها تتمظهر في الأنشطة التي يؤديها الفرد، لكن هذه الخاصية لا تعني بالضرورة أن النشاط هو تطبيق الكفاية أو معادل لها، وإنما تعني فقط أنه مؤشر عليها.
- أما الباحث الفرنسي في الفلسفة وعلم الاجتماع والتربية، والعضو الشرفي السابق في اللجنة الخاصة بالبرامج والمناهج المغربية، إدغار موران Edgar Morin، فقد نظر إلى العلاقة بين الكفاية والممارسة من خلال ثلاثة أبعاد هي:
  • البعد الوظيفي للكفاية: بمعنى الوظيفة التي تؤديها الكفاية في البحث عن حلول للمشكلات التي نواجهها أثناء أداء مهامنا التربوية وأنشطتنا المختلفة.
  • البعد الإستراتيجي للكفاية: ويقصد به أن الكفاية ترمي إلى بلوغ أهداف عن طريق التنسيق بين مجموعة من القرارات والإجراءات.
  • البعد التجسيدي التشخيصي للكفاية: ويقصد به قدرة الشخص الكفء أو الكفي على إبداع تنسيقات وتوليفات جديدة أثناء أداء مهامه المهنية.

ب- الكفاية متعلمة ومكتسبة Apprise et acquise:

إننا لسنا أكفياء بطريقة طبيعية وتلقائية، فحتى تشومسكي لا يقول بأن الكفاية مجرد فطرة غير قابلة للصقل والقدح بواسطة محك التجربة والخبرة المكتسبة، إننا نصير أكفياء من خلال بناء شخصي واجتماعي يدمج ويؤلف بين التعلمات التجريبية إننا نتعلم دائما الشيء الكثير من الطبيعة، وأيضا من طبيعة الكفايات عن طريق دراسة السيرورة التي بواسطتها تكتسب هذه الكفايات نفسها من طرف الفرد (Leplat.J 1988).

ج- الكفاية مبنية Structurée:

تتكون الكفاية من مجموعة من عناصر (معارف، مهارات، ممارسات، استدلال)، لكنها تتحقق بالقدرة على توليف وإعادة بناء مختلف هذه العناصر، بطريقة دينامية من أجل الاستجابة لضرورات التكيف المطلوبة لتحقيق هدف ما. فالتعلم ليس تخزينا للمعرفة من طرف شخص يتلقاها بطريقة سلبية، ولكن التعلم نشاط ذهني وبنائي للشخص الذي ينبغي أن يُصدر ردود فعل إيجابية، وبالتالي، فإن الكفاية باعتبارها قدرات ومعارف تبنى، تجد أحد مرتكزاتها في النظرية البنائية لجان بياجي. وفي هذا السياق، يقول برينو بأن الكفايات تبنى على أساس خطاطات ذهنية Schèmes mentaux قياسية واستكشافية تساعد على كشف المشكلة وتحديد طبيعتها ثم حلها. وتتكون هذه الخطاطات بفضل التدرب على تجارب عدة ومبنية (Perrenoud. Ph p11). إن الكفاية تمنح المتعلم والشخص بصفة عامة (مفاتيح لأقفال غير معروفة)، وتحد من ظاهرة الفشل الدراسي.

د- الكفاية إفتراضية ومجردة (Hypothétique et Abstraite):

إن الكفاية غير قابلة للملاحظة، فما نلاحظه هو مجرد تمظهرات وتجليات الكفاية؛ فالخاصية البنائية للكفاية تعني خاصية التجريد. ذلك أن الكفاية معطى ذهني مجرد لا نلمسه إلا من خلال الممارسة والفعل.

هـ- الكفاية هي معرفة تجنيد أو تعبئة (Savoir mobiliser):

يقول لوبطرف بأنه لا يكفي امتلاك المعارف والقدرات والمهارت لكي نكون أكفياء، ولكن يجب أن نعرف كيف نستعملها عندما يجب استعمالها وفي ظروف محددة. فالكفاية إذن، مؤطرة ضمن سياق وداخل وضعية محددة ومستقلة. أما فيليب بيرينو، فإنه يرهن الكفاية بالتعبئة لدرجة أن الباحثة لندا علال تقول بأن التعريف الذي أخذه بيرينو من لوبطرف، والذي يحدد الكفاية بأنها لا تكمن في الموارد والمعارف والقدرات التي تجب تعبئتها، بل في تعبئة هذه الموارد ذاتها، تعريف يستتبع عدم الفصل بين الكفاية والإنجاز.

و- الكفاية هي معرفة التوليف (Savoir combiner):

إن الإنسان الكفء أو الكفي هو الذي يتمكن من انتقاء العناصر الضرورية من فهرس موارده المعرفية، وبالتالي يقوم بتنظيم هذه العناصر وتوليفها وتحليلها بهدف تحقيق نشاط ما. وهذا يعني أن الكفاية تتكون من موارد لا تكتسي قيمتها إلا من خلال التوليف والتعالب بينها Emboitement. وذلك ما يجعلنا نؤكد أهمية مراعاة معيار الانسجام في إنتاج المتعلم الكتابي والشفوي دون أن نتقيد بطريقة كزافيي روجرس في التنقيط.

ز- حاصية التحويل (Savoir transférer):

إن كل كفاية إلا وهي موارد قابلة للتحويل والملاءمة.

ك- خاصية الانتقاء (Savoir selctionner):

إلى جانب التجنيد والتحويل، لا بد من انتقاء العناصر التي تكون مناسبة للمقام، وتعطي مردودية في التعامل مع الوضعية التي يجد الفرد نفسه متورطا فيها.

ك- خاصية المبادرة (Pouvoir anticiper):

يجب على الفرد الكفي أن يكون قادرا على المبادرة ونقد النتائج التي ينتهي إليها وتقويمها من اجل الاستفادة منها.
م- خاصية المقبولية (Acceptabilité):
إن نتائج الكفاية قد تكون مبنية بطريقة فردية كما قد تبنى بطريقة جماعية. وفي كلتا الحالتين لا بد من تدخل المجتمع ليضفي عليها طابع المشروعية والصلاحية (جونايير)

ن- خاصية التكيف:

إن الشخص الكفي في ميدان ما، هو شخص قادر على التكيف مع الوضعيات اللامتوقعة.

3- أنواع الكفايات

أ- تصنيف وزارة التربية الوطنية (المغرب)

- كفايات مرتبطة بتنمية الذات، وتستهدف تنمية شخصية المتعلم كغاية في ذاته، وكفاعل إيجابي تنتظر منه المساهمة الفاعلة في الارتقاء بمجتمعه في كل المجالات.
- كفايات قابلة للاستثمار في التحول الاجتماعي، والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات التنمية المجتمعية بكل أبعادها الروحية والفكرية والمادية.
- كفايات قابلة للتصريف في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، والتي تجعل نظام التربية والتكوين يستجيب لحاجات الاندماج في القطاعات المنتجة ولمتطلبات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- الكفايات الاستراتيجية وتطويرها في المناهج التربوية، وذلك من خلال:
  • معرفة الذات والتعبير عنها.
  • التموقع في الزمان والمكان.
  • التموقع بالنسبة إلى الآخر، وبالنسبة إلى المؤسسات المجتمعية (الأسرة، المؤسسة التعليمية، المجتمع)، والتكيف معها ومع البيئة بصفة عامة.
  • تعديل المنتظرات والاتجاهات والسلوكات الفردية وفق ما يفرضه تطور المعرفة والعقليات والمجتمع.
- الكفايات التواصلية ومعالجتها، وذلك من خلال:
  • إتقان اللغة العربية وتخصيص الحيز المناسب للغة الأمازيغية والتمكن من اللغات الأجنبية.
  • التمكن من مختلف أنواع التواصل داخل المؤسسة التعليمية وخارجها في مختلف مجالات تعلم المواد الدراسية.
  • التمكن من مختلف أنواع الخطاب (الأدبي، والعلمي، والفني...) المتداولة في المؤسسة التعليمية وفي محيط المجتمع والبيئة.
- الكفايات المنهجية، وتستهدف:
  • منهجية للتفكير وتطوير مدارجه العقلية.
  • منهجية للعمل في الفصل وخارجه.
  • منهجة لتنظيمذاته وشؤونه ووقته وتدبير تكوينه الذاتي ومشاريعه الشخصية.
- الكفايات الثقافية ومعالجتها عن طريق:
  • تنمية شقها الرمزي المرتبط بتنمية الرصيد الثقافي للمتعلم، وتوسيع دائرة إحساساته وتصوراته ورؤيته للعالم وللحضارة البشرية بتناغم مع تفتح شخصيته بكل مكوناتها وبترسيخ هويته كمواطن مغربي وكإنسان منسجم مع ذاته ومع بيئته ومع العالم.
  • تنمية شقها الموسوعي المرتبط بالمعرفة بصفة عامة.
- الكفايات التكنولوجية، ويمكن تطويرها عن طريق:
  • القدرة على تصور ورسم وإبداع وإنتاج المنتجات التقنية.
  • التمكن من تقنيات التحليل والتقدير والقياس، وتقنيات ومعايير مراقبة الجودة، والتقنيات المرتبطة بالتوقعات والاستشراف.
  • التمكن من وسائل العمل اللازمة لتطوير تلك المنتجات وتكييفها مع الحاجيات الجديدة والمتطلبات المتجددة.
  • استدماج أخلاقيات المهن والحرف والأخلاقيات المرتبطة بالتطور العلمي والتكنولوجي بارتباط مع منظومة القيم الدينية والحضارية وقيم المواطنة وقيم حقوق الأنسان ومبادئها الكونية (مراجعة المناهج التربوية الكتاب الأبيض ص ص 13-15).
ونظرا إلى أهمية الكفاية التواصلية في الوقت الراهن، نتطرق إليها بنوع من التفصيل:
تعد الكفاية التواصلية أكثر عمومية من الكفاية اللغوية لأنها تتكون من مجموع القدرات التي تسمح لفرد معين بإنشاء علاقات تواصلية مع الآخرين، والنجاح في هذه العلاقة. ولذلك تجد الكفاية التواصلية موقعها في إطار نظرية عامة للتواصل، نظرية ترتكز على قواعد نفسية واجتماعية ولغوية (ميلود حبيبي ص 113).
وتعني الكفاية التواصلية، قبل كل شيء، القدرة على استعمال السنن اللغوي من أجل التعبير والفهم والتواصل. أما المقاربة التواصلية، فإنها تستند على فلسفة مفادها: الرسالة أولا، ثم الشكل ثانيا. ومن ذلك المنظور، تصبح اللغة أداة تمكن من التواصل. وتهدف هذه المقاربة أساسا إلى تنمية مهارة التواصل أكثر من معرفة النسق اللغوي، إننا، بطبيعة الحال، عندما نتكلم نستعمل النسق النحوي، ولكن لا لشيء إلا لتحقيق التواصل. وكان ويداسون Winddowson 1978 أول من ميز بين استعمال السنن Usage والانتفاع بالسنن Utilisation réelle، فالاستعمال هو معرفة السنن، والانتفاع الحقيقي الفعلي هو معرفة كيف تستعمل هذا السنن. إنه معرفة كيف نعمل Savoir faire.
وفي رأينا، يمكن أن تكون اللغة أداة تداولية براغماتية عندما يتعلق الأمر بتدريس بعض المواد كالفلسفة والتاريخ والجغرافيا والرياضيات... كما يمكن أن تكون لذاتها أي لازمة عندما يتعلق الأمر بتدريس المواد الأدبية واللغوية.
 إذن، الكفاية التواصلية هي كفاية مزدوجة: معرفة السنن، ومعرفة استعماله، فلكي نتواصل، لا يكفي أن تكون لدينا معرفة باللغة والنظام اللغوي، ولكن يتعين علينا أيضا أن نعرف كيف نستعملها حسب السياق الاجتماعي، وبالتالي فإن الكفاية التواصلية جزء لا يتجزأ من الديداكتيك الذي يتعين عليه أن يهتم بثنائية اللغة والثقافة، أوالكفاية اللغوية والكفاية الثقافية في عصر غزير التدفقات. إن الكفاية التواصلية تحكم استعمال اللغة بحسب السياق الذي تجري فيه الظاهرة اللغوية، وتتمثل في مجموع القواعد التي تحكم الاستعمال الملائم للغة (Gérard Naef). ويعد ديل هايمس Dell Hymes أول من أدخل الكفاية التواصلية إلى حقل الديداكتيك، ويعرفها انطلاقا من الكفاية اللسانية (Bérard.E).
أما بالنسبة إلى القسم والعلاقة بين الأستاذ والتلاميذ، فتجدر الإشارة إلى أن الكفاية التواصلية تركز على التفاعلات التي تحدث بين المدرس والتلاميذ، وتقتترح تجاوز التواصل العمودي وإعادة توزيع الأدوار بين مختلف الأطراف؛ فإذا كان بإمكان الأستاذ أن ينظم أعمال جماعة التلاميذ ويقترح الوثائق والنصوص والأنشطة الملائمة، فإن جماعة القسم يكون بإمكانها -وفق الكفاية التواصلية- أن تتدخل بدورها في إعادة تنظيم بعض العناصر، وتُعدُّ طريقة إشراك المتعلم في تدبير التعلم عنصرا رئيسا.

ب- تصنيف الأدبيات التربوية

يميز بعض الباحثين بين الكفايات التالية:
- الكفايات الدنيا (Les compétences minimales): يرى دولاندشير أن تحديد الكفايات الدنيا يعد من أكبر الصعوبات التي يواجهه المتخصصون أثناء عملية إعداد المنهاج الدراسي العام. فالأمر إذن، يتعلق بتحديد الحد الأدنى من المعارف والمهارات والقدرات التي يجب على المتمدرس أن يكتسبه دون أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في حياته الاجتماعية أو الدراسية أو الجامعية. وتتكون هذه الكفايات الدنيا من المعارف الأساسية كالقراءة والكتابة والرياضيات. وأيضا تتضمن درايات الفعل والإنوجاد Savoir faire et Savoir etre كإرادة تخطي الصعوبات ومقاومة الحرمان والإنفتاح على التجديد.
ويمكن تعريف الكفاية الدنيا بانها معرفة معمقة نسبي في مادة ما، أو مهارة معترف بها، وهي بهذا تختلف عم الجودة والامتياز Excellence. إنها تعني القدرة على القيام بمهمة ما بشكل مقنع (غريب ص 45).
- الكفايات القصوى (Les compétences maximales): تمثل الجودة، كما تمثل حالة من الإتمام Accomplissement تقترب من مستوى الإنجاز الرفيع. وهذا النوع من الكفايات يخص الموهوبين والعباقرة الذين يقترح البعض أن تُعَدَّ لهم برامج خاصة، أو على الأقل أن يُسمح لهم بتخطي مستوى دراسي، بمعنى عدم المرور ببعض المستويات إذا تأكد أنهم استوعبوا قبليا المناهج المقررة لها، كأن ينتقل المتعلم من الجذع المشترك إلى الثانية بكالوريا.
إن المدرسة التي تتغيا بناء مجتمع التكيف مع الحياة والقدرة على الخلق والإبداع، هي المدرسة التي تحدد مستويات الكفايات التي ينبغي أن تتحقق عند شريحة أو فئة من فئات أبناء الشعب، وبالتالي تبرمج كفايات دنيا بالنسبة إلى الطفال المتعلمين الذين يدخلون في فئة ضعاف العقول، بينما تبرمج كفايات قصوى بالنسبة إلى الأطفال المتعلمين الذين يدخلون فئة الموهوبين. وما دامت هذه المقاربة السيكواجتماعية تقدم العديد من الآراء حول وظيفة المدرسة والمجتمع، فإننا نكتفي بالإشارة هنا إلى بعض الرواد أمثال بيير بورديو ووباسرون وبودلو وتالكوت وبازل لرنشتاين وآخرين.
- الكفايات الخاصة الخاصة والكفايات الممتدة:
  • الكفايات النوعية أو الخاصة (Spécifiques ou Disciplinaires): وهي الكفايات المرتبطة بمجال معرفي أو مهاري أو وجداني معين. وهي خاصة نظرا إلى ارتباطها بنوع محدد من المهام التي تندرج في إطار مواد دراسية أو ضمن مجالات تربوية أو ميادين معينة للتكوين.
  • الكفايات الممتدة أو المستعرضة (Transversales ou générales): هي الكفايات التي لا تخص سياقا محددا ووضعية واحدة أو مادة معينة. إنها كفايات يمتد مجال تطبيقها وتوظيفها إلى سياقات جديدة. فهي في رأي رومانفيل، تعني تلك الكفايات التي نستطيع ممارستها في مختلف المواد. ومن بين الكفايات الممتدة نجد: القدرة على التحليل، والقدرة على التركيب، والقدرة على التقويم الذاتي، والقدرة على النقد الذاتي، والقدرة على التركيز والانتباه، والقدرة على الإنضباط واحترام الآخر، والقدرة على الإنصات، والقدرة على التفاعل والاندماج، والقدرة على العيش معا Vivre ensemble. إنها كفايات تنطبق على جمبع المواد.
 ويعرفها طارديف Tardif بأنها مجموعة منظمة من الدرايات المعرفية والميتامعرفية (المعارف والخبرات وحسن التواجد) التي تمكن التلميذ من حل المشكلات وإنجاز المشاريع، ومن التكيف داخل فئة من الوضعيات.
ويحاول برنارد ري Bernard Rey في كتابه مساءلة الكفاية العرضانية توضيح مفهوم الكفاية المستعرضة ملاحظا أنه انبثق من ميدان الشغل نتيجة تطورات طرأت على طرائق تنظيم العمل داخل المقاولة الامريكية بصفة خاصة. وبالتلي فإن الكفاية العرضانية انبثقت من الكفاية النوعية بفعل ثلاثة عوامل هي: تطور الأجهزة الثًّقانة، وحركية الشغل والبطالة: فالعامل الأول قترن بالتايلورية والعمل المتسلسل، والعامل الثاني ارتبط بحركية الشغل وما تطلبته من كفايات تخص المهنة أو الوضعية الواحدة، أما العامل الثالث، فإنه تتويجا لدينامية عرفتها المقاولة الغربية تحت ضغط عوامل متعددة؛ ذلك أن التطورات التقنية خلفت آثارا اجتماعية وفرضت على الفرد الواحد أن يغير عمله من حين إلى آخر، إن لم نقل مهنته أكثر من مرة في مساره المهني، وهكذا تغيرت متطلبات التكوين المهني بشكل كبير، حيث لم يعد يتعلق بجعل الفرد يتوافق مع منصب عمل محدد بدقة، بل بتزويده بكفايات عامة قابلة للتوظيف في وضعيات مهنية متنوعة وغير متوقعة أثناء التكوين. (اللحية 2003 ص 92).
    نقلا عن العربي اسليماني، المعين في التربية

    إرسال تعليق

    أحدث أقدم