يجرنا هذا السؤال إلى النبش في اشتقاق اسم " تمغارت" أي المرأة، الذي جاء من " أمغار" أي قائد القبيلة الذي يختاره جهاز إنفلاس بعناية لتولي شؤون قبيلتهم و أمورها في السلم الحرب، و بذلك من الضروري أن تتوفر فيه قدرات حسن التدبير و كفايات التسيير المحكم ، فضلا عن الحكمة المتولدة عن خبرة متراكمة و رجاحة في العقل و فهم الأمور فهما جيدا ، و بناءً على تلك المعايير تنصبه الجماعة " إنفلاس" و هم حكماء القبيلة، لتولي هذه الوظيفة الاجتماعية و السياسية .
إذا ما استقرأنا ثقافتنا المغربية الأمازيغية، سنجد أن القواسم المشتركة بينهما كثيرة يمكن إيراد بعضها كما يلي :
٢- كلاهما يشتركان في الحكمة و السلطة و الجاه، فتمغارت عند إيمازيغن سلطانة نبيلة و موضع ثقة أهلها و قبيلتها.
٣- كلاهما يُنصّبُ وفق أعراف و طقوس جهرية أمام الملأ، فأمغار يُنصب قائدا بحضور أهل القبيلة مجتمعين، و تمغارت تُنصب يوم زفافها بحضور الجميع أيضا ليشهدوا أن من كانت بالأمس فتاةً، نصّبت اليوم مكانة اجتماعية تضفي عليها القداسة و التقدير، لذلك يسمى الزفاف ب " تامغرا" و هو لفظ آخر مشتق من أمغار و تمغارت، و بذلك فحفل الزفاف عند إيمازيغن ليس مجرد بهرجة عابرة، بل هو طقسٌ ثقافي و اجتماعي لتنصيب فتاة تقلدت مفاتيح " تيمّوغرا" ، وهذه المكانة تدوم لها حتى بعد موت زوجها إذ لا تنعت بالأرملة ، بل تنعت بمنصبها الاجتماعي " تمغارت ن إكلين ن فلان " .
و تبقى تمغارت مستعصية حتى في تزيينها و تلبيسها يوم زفافها حيث تجتمع حكيمات القبيلة لتولي المهمة و إكمال مراسيم التنصيب .
كل عام و أنت أسعد و أطيب سيدتي تمغارت، و لا أقول المرأة هنا لأن اللفظ تقني لا يفي بالغرض و لا يترجم الحمولة الثقافية و القيمية للمفهوم، فإذا كان لفظ المرأة في اشتقاقه يحيلنا بمعنى ما على المرآة كنظرة سطحية لهذا الكائن البشري، فإن لفظ تمغارت يحيلنا على الجوهر و الأدوار الاجتماعية لها كسلطانة نبيلة و قائدة عظيمة.
بقلم عبد الكريم الناضري
Ayyuz
ردحذف