سبعة رجال من الأسطورة إلى التاريخ

من هم سبعة رجال؟ ولماذا اختارهم المراكشيون للزيارة والتبرك؟

سبعة رجال بمراكش موروث تمغربيت

سبعة رجال هم: سيدي يوسف بن علي، والقاضي عياض، وأبو العباس السبتي، وعبد العزيز التباع، والغزواني مول القصور، والإمام السهيلي. ويرجع سبب اختيار هؤلاء السبعة رجال حسبما تقول الرواية التاريخية، أن السلطان محمد الشيخ السعدي الذي كان مقر حكمه مراكش جمع جموعا عديدة، وتوجه لقتال الشياظمة لاستنكافهم عن الدخول في طاعته وامتناعهم من الانخراط في سلكه، فخرج في أهبة تامة وجيوش حافلة، فكان اللقاء بينه وبينهم عند جبل الحديد من بلاد ركراكة والشياظمة في شرذمة قليلة، فوقعت الهزيمة على السلطان، وفلت جموعه، ونهبت ذخائره، وتفرقت عساكره، ولم ينج إلا برأسه، وترك زوجته العالية هناك، ولفظها، ورجع لحضرته مهزوما، وما زاد في محنته أنه لم يهزمه سلطان من أشكاله، وإنما هزمته قبيلة مع قلة عددها وعدتها.

أما الشياظمة فقد فرحوا بهذا الانتصار، وكانوا يقولون إنما نصرنا عليه سبعة رجال، يقصدون رجال ركراكة، ويزعمون أنهم وفدوا على الرسول (ص)، ورأوه، وتكلموا معه، وكانوا من أصحابه، وشاع ذلك في الناس أن الرجال السبعة بهم نصرت الشياظمة.

ولما بلغ ذلك السلطان محمد الشيخ السعدي، قال له بعض علماء مراكش، أن عندنا قاطنا بمراكش سبعة رجال كما لهم سبعة رجال، فلو قصدهم السلطان وتملق ببابهم عسى أن يرزقه الله الكرة على الشياظمة، فقال السلطان: أفعل ذلك إن شاء الله، فنظم له ذلك العالم فيهم قصيدة احتوت أسماء سبعة رجال مراكش:

بمراكش لاحت نجوم طوالع  〰  جبال رواس بل سيوف قواطع

فمنهم أبو يعقوب ذو الغار يوسف  〰  إليه تشير بالأكف الأصابع

ونجل أبي عمران عياض الذي  〰  إلى علمه في الكون تصغي المسامع

وبحر أبي العباس ليس يخوضه  〰  سواه كريم لا يزال يمانع

ونجل سليمان الجزولي فضله  〰  شهير ومن يدعى إليه يسارع

وتباعهم بحر الكرامة والهدى  〰  وسيدنا الغزواني نوره ساطع

أبا القاسم السهيلي دأبا أضف لهم  〰  إمام التقى والعلم بحره واسع

فزرهم على الترتيب في كل حاجة  〰  يسهلها المولى وعنك يدافع

فيا أهل الله قوموا بسرعة  〰  وجُدُّوا بسيركم فإني ضارع

فعار عليكم أن يضام عبيدكم  〰  وقد مد بينكم يداً والأصابع

فنجمكم نجم السلامة والهدى  〰  وفضلكم بين البرية شائع

✍تحرير الدكتور عبد الخالق كلاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم