مراكش مدينة الألف عام

 مراكش أو أمركوش تعني بلغة الأمازيغ القدامى؛ حمى الله أو المكان الذي ترعى فيه عهود الله، وبذلك فمعناها يحمل نوعا من القداسة. أسسها المرابطون على الأرجح عام 462هـ/1070م، واتخذوها عاصمة لحكمهم ومقرا لعصبيتهم.

تمغربيت: مراكش مدينة الألف عام

انطلق المرابطون من الصحراء المغربية، بقيادة قبيلة لمتونة الصنهاجية الأمازيغية، وتمكنوا من توحيد المغرب وضم الجزائر والأندلس، وبذلك أصبحت مراكش عاصمة الغرب الإسلامي قاطبة.

وقد اتخذتها مجموعة من السلالات عاصمة لحكمها؛ فبعد أفول نجم المرابطين، اتخذها الموحدون مقرا للحكم، ثم السعديون، وبعض سلاطين الدولة العلوية.

وقد عرفت مراكش أزهى عصورها زمن حكم الموحدين؛ حيث اكتملت مرافقها، واتسع قطرها، واستبحر عمرانها، وصفها العمري في كتاب مسالك الأبصار قائلا: "حكى لي غير واحد عن سعة دورها وضخامة عمائرها، وما فيها من قصور بني عبد المؤمن وأولادهم وأجنادهم حتى يقال: إنه إذا كان الرجل في صدر الدار ونادى رفيقه وهو في صدرها الآخر بأعلى صوته لا يكاد يسمعه لاتساعها، وتحدث عنها ابن سعيد عن حسن مبانيها وشبهها بمباني دمشق، واصفا إياها بقوله: "ولم أر ما يشبهها في حسن المباني والتشييد والتصنيع إلا ما شيد في مراكش في دولة بني عبد المومن". وقال فيها عبد العزيز الملزوزي:

لمراكش فضل على كل بلدة          وما أبصرت عين لها من مشابه

مراكش اليوم تجمع بين الأصالة والمعاصرة؛ الأصالة داخل الأسوار حيث المدينة العتيقة، والمعاصرة تمثلها الأحياء الجديدة التي أنشئت خارج الأسوار، منها: حي جليز، وحي الداوديات، وحي سيدي يوسف بن علي، وغيرها.

وزادها الله رفعة وسمو مرتبة بما أودعه في أهلها من خصال، فهذا ابن عبد الملك الأوسي (ت 703هـ/1303م) صاحب كتاب الذيل والتكملة، يقول فيها وفي أهلها:

إن حلها نازح الأوطان مغترب          أسلوه بالأنس عن أهل وعن وطن

✍تحرير الدكتور عبد الخالق كلاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم