الأطر المرجعية للمقاربات البيداغوجية

دفاتر التربية والتكوين العدد الثاني
اعتبر الباحثان الفرنسيان لورنس كورنو Laurance Cornu، وألان فرنيو Alain Vergnioux في نص لهما حول أسئلة ورهانات الديداكتيكا، بأن التنظير للممارسات البيداغوجية يمكن أن يتم على مستويين:
- مستوى خارجي؛ يتعلق بعلوم التربية التي تقترح معرفة مجزأة.
- مستوى نظرية عامة؛ يتحدد مشروعها في تأمين توحيد وجهات النظر وتجميع المعارف الجزئية. ومن الممكن اختزال هذا التوحيد النظري في أربعة أشكال موزعة كما يلي:
  • فهناك الفلسفة التي أنتجت ويمكنها أن تنتج نظريات في التربية، وتسمح بتنظيم الظواهر المدروسة من طرف العلوم الإنسانية، وبالتالي المرور من العلم إلى التطبيق. هكذا، فوضت للفلسفة مهمة إبستيمولوجية قائمة على توليد المفاهيم وهمة إتيقية قائمة على المساءلة النقدية للغايات.
  • وهناك علم النفس التربوي الذي اهتم بتجميع المعارف النظرية المتفرقة، من أجل التأسيس لمعرفة أفضل بالطفل وأخذ التقنيات البيداغوجية بعين الاعتبار، وبشكل يسمح بقيادة مشاط تربوي معقلن.
  • وإلى جانب هذا العلم، برزت مساهمات النظريات السوسيولوجية والسيكولوجية (البنائية والسلوكية مثلا)، للإحاطة بالقضايا البيداغوجية بشكل أفضل.
  • واليوم، فإن النموذج الاقتصادي للتسيير والتدبير، المقترن بمفاهيم الفعالية والمردودية والجودة، ونموذج العلوم المعرفية المرتبط بمفاهيم القدرات الذهنية والتمثلات، أصبحا هما المهيمنين في حقل التنظير المذكور.
ما يستفاد من هذا القول، هو كون الممارسات البيداغوجية تستند إلى مرجعيات نظرية لتدعيم خطاباتها ورهاناتها، إذ لا يمكن الحديث عن مقاربات بيداغوجية دون استحضار لخلفياتها النظرية المستمدة أساسا من حقول الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم المعرفية.
يمكنك مطالعة كل المقال في العدد الثاني من مجلة دفاتر التربية والتكوين
عز الدين الخطابي"الأطر المرجعية للمقاربات البيداغوجية" ضمن دفاتر التربية والتكوين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم