مكونات المنهاج التربوي

مكونات المنهاج التربوي

مكونات المنهاج التربوي

يمكن الانطلاق من ثلاث مستويات متكاملة لمقاربة المنهاج هي المستوى الماكرو اجتماعي والمستوى التنظيمي والمستوى الميكرو اجتماعي، وهي تفيد في بناء تصور شمولي يرصد المنهاج في سياقه الصحيح.
وبناء على المستويات المسوقة يمكن تعقب أهم المكونات التي ينهض عليها المنهاج، والتي تتلخص في الأبعاد التالية: المادة الدراسية والبعد البيداغوجي والبعد التنظيمي والدوسيمولوجي Docimologique.

1- بعد المادة الدرسية:

تقوم النظرة إلى المنهاج انطلاقا من المادة الدراسية على تجزيء المواضيع التعليمية Objets des apprentissages من خلال المستويات المذكورة:
فباستحضار المستوى الماكرو اجتماعي يصبح الحديث واردا عن الشعب الدراسية كاللغات والفنون والعلوم.
لكن عندما يتجه اهتمامنا إلى المواضيع التعليمية من خلال المستوى التنظيمي، تطرح مختلف التخصصات أو المواد الدراسية، كاللغة العربية والفرنسية والانجليزية، أو الفنون التشكيلية والموسيقى والرقص، أو الفيزياء والعلوم الطبيعية.
وعلى أساس هذا المستوى تتحدد التوجهات إزاء طبيعة العلاقة القائمة بين المواد الدراسية، إذ يمكن الاعتماد على منظور منغلق داخل المادة الدراسية الواحدة Monodisciplinarité، أو يستند إلى منظور يراعي مبدأ تكامل المواد الدراسية وتداخلها Interdisciplinarité، أو منظور قائم على مبدأ تعدد المواد Multidisciplinarité.
وبموجب بعد المادة الدراسية تعد العناوين الموضوعة في خدمة الأهداف التكوينية (الشعب الدراسية).

2- البعد البيداغوجي:

يدور هذا البعد حول الخيارات البيداغوجية المعتمدة في كل مستوى من المستويات المذكورة. فعلى المستوى الماكرو اجتماعي تحدد الأهداف العامة للتربية والتكوين، وتسطر القيم المراد تثبيتها في المتعلمين.
بينما نتصدى في المستوى التنظيمي لطبيعة العمليات التعلمية كما يتصورها مشروع المؤسسة، فقد نطرح كيفية التعامل مع البعد النظري والتطبيقي، وكيفية ضمان تفاعل مع المحيط السوسيو اقتصادي.
بينما نطرح في المستوى الميكرو اجتماعي الطرق البيداغوجية والوضعيات التعلمية.

3- البعد التنظيمي:

يتضمن هذا البعد عملية تجزيء الأنشطة في الزمان والمكان: وانطلاقا من المستوى الماكرو اجتماعي يظهر البعد التنظيمي في التنظيم الإداري للأسلاك الدراسية (السلك الأساسي، الثانوي التأهيلي، التعليم العالي)، والتنظيم المحلي أو المركزي، وكذلك مدى استقلالية المؤسسات التعليمية والتكوينية.
أما من حيث "المستوى التنظيمي" أو "الوسط الاجتماعي"، فيتجه الاهتمام إلى تنظيم التعلمات من زاوية المسؤول عن المؤسسة التعليمية. وفي هذا الإطار يمكن أن نميز بين تنظيمين، أحدهما ذو طابع أفقي، وفيه نسعى إلى ضمان تمفصل بين مختلف الأسلاك التكوينية (تجزيء المحتويات، صيغ المرور من سنة دراسية إلى أخرى...)، والثاني ذو طابع عمودي، وفيه نحرص على حصول تمفصل بين مجموعات ذات توجه ومستوى موحد، وكذلك بين مجموعات ذات توجهات مختلفة (الجذوع المشتركة...).
أما في المستوى الميكرو اجتماعي فتتجه العناية إلى تنظيم التعلمات من زاوية المجموعة المعنية بالتكوين: كاختيار تشكيل مجموعات صغيرة من المتعلمين يستدعيها نشاط تعليمي ما، أو تحديد زمن التعلم، أو الأنشطة التطبيقية داخل كل درس أو وحدة.

4- البعد الدوسيمولوجي:

يمثل هذا البعد دور كل مستوى في عملية الإشهاد Certification:
فعلى المستوى الماكرو اجتماعي يرد الحديث عن الشهادات. أما على المستوى التنظيمي فتستحضر المقاييس المعمول بها في المداولات، في حين تطرح على المستوى الميكرو اجتماعي مقاييس التقويم.
ويعتبر روجيرز أن كل مستوى من المستويات المذكورة في المنهاج تشكل إطارا مرجعيا لمستوى آخر. غير أن هذا الإطار المرجعي قد يمارس قيودا على المستوى اللاحق (الأدنى). كما بالإمكان أن تخف نزعته التقييدية، فعندما نصمم منهاجا على المستوى التنظيمي (أو الوسيط الاجتماعي)، فإن ذلك يعد خلفية مرجعية للمستوى الميكرو اجتماعي. غير أن هذا الإطار المرجعي يتفاوت من حيث القوة التقييدية.
لحسن توبي، بيداغوجيا الكفايات والأهداف الاندماجية

إرسال تعليق

أحدث أقدم