زناتة في المغرب الأقصى خلال العصر الوسيط



زناتة في المغرب الأقصى خلال العصر الوسيط

صاحب المقال: د. عبد الخالق كلاب

تقديم

المغرب موطن عدد من العصبيات
القبلية، منها: زناتة، وصنهاجة، ومصمودة، كل عصبية من العصبيات المذكورة، ساهمت في
تكوين الدولة المغربية، وضمنت استمرارها؛ فصنهاجة أسست الحكومة المرابطية التي شمل
نفوذها المغربين الأقصى والأوسط والأندلس، ومصمودة أسست الحكومة الموحدية التي شمل
نفوذها المغرب الأقصى والأوسط والأدنى والأندلس، أما عصبية زناتة، فقد تمكنت من
تأسيس إمارات عدة خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، تزعمتها مغراوة وبنو
يفرن، وخلال القرن السابع الهجري أقامت زناتة الحكومة المرينية التي وحدت المغرب
المتهالك نتيجة ضعف الحكومة الموحدية وانهيارها، كما حاولت إيقاف المد المسيحي
الذي أصبح يشكل خطرا على الأندلس والمغرب الأقصى بسبب تنامي حروب الاسترداد.

1: الإمارات
المغراوية

تمكنت قبيلة مغراوة الزناتية من
تكوين إمارات في أهم المراكز التجارية آنذاك منها فاس وسجلماسة وأغمات، وذلك بعد
تراجع النفوذ الفاطمي بالمغرب الأقصى وتداعي الخلافة الأموية بالأندلس وانهيارها
في بداية القرن الخامس الهجري.

1-1: إمارة مغراوة بفاس

أدت التدخلات الخارجية المتمثلة في المد الفاطمي والمد
الأموي إلى إضعاف كيانات المغرب السياسية، وهكذا سقطت إمارة بني مدرار، وإمارة
نكور تباعا في يد الفاطميين، وانهارت إمارة الأدارسة بسبب ضربات أمويي الأندلس،
ولم تستمر في الوجود سوى إمارة برغواطة التي استوطنت مجالا بعيدا نسبيا من مسرح
الصراع الفاطمي الأموي، ونتيجة لضعف الإمارات المذكورة، ظهرت زناتة مغراوة، التي
استطاعت تكوين إمارة لها بفاس
استمرت مدة قاربت
قرنا من الزمن
.

شن الفاطميون حملات عسكرية على المغرب انطلاقا من أفريقية لإخضاع القبائل
الزناتية، ومن هذه الحملات: حملة مصالة بن حبوس سنة 305هـ، وحملة حميد بن يصليتن سنة
321هـ، وحملة ميسور سنة 323هـ، وحملة جوهر الصقلي سنة 347هـ، غير أن انتقال الفاطميين
إلى مصر سنة 362هـ، أدى إلى بروز نجم زناتة التي أرغمت ولاة الفاطميين بأفريقية
على إسقاط مشروع اخضاع المغرب من مخططاتهم التوسعية، وذلك رغم الحماس الذي أبداه
أبو الفتوح بلكين بن زيري الذي شن حملة على المغرب سنة 368هـ، فهذه الحملة التي
تعد آخر حملاتهم، ملك خلالها أبو الفتوح فاس وسجلماسة وأرض الهبط، وطرد منها عمال
بني أمية، ثم غزا زناتة بسجلماسة، وأوقع بهم، وتقبض على ابن خزر أمير مغراوة،
فقتله، وجعل ملوكهم أمامه مثل يعلى بن محمد النفزي، وبني عطية بن عبد الله بن خزر،
وبني فلفول بن خزر، ويحيى بن علي بن حمدون صاحب البصرة
[1]، ورحل إلى سبتة في طلب من لجأ إليها من زناتة[2]، وقد أمعن أبو الفتوح خلال حملته على المغرب في تقتيل زناتة وتشريدهم.

وقد أدى شيوع خبر وفاة أبي الفتوح بلكين بن زيري وهو في طريق عودته من
حملته على المغرب الأقصى إلى انتفاضة زناتة من جديد على الحكم الفاطمي؛ إذ دخل ابن
خزرون إلى سجلماسة، وأخذ ما كان فيها من الأموال
[3]، واستولى زيري بن عطية على فاس، ونازل يطوفت بن أبي الفتوح سنة 374هـ،
فهزمه، ومنذ هذا التاريخ أقلع الفاطميون عن غزو المغرب وزناتة
[4]، فغلب زيري بن عطية المغراوي على جميع بوادي المغرب،
وملك مدينة فاس، فدخلها واستوطنها وصيرها دار ملكه سنة 377هـ، فلما ملك مدينة فاس
استقام له أمر المغرب، علا قدره وقوي سلطانه وارتفع شأنه[5]،
وصار أمير زناتة كلها في ذلك الوقت[6].

وبعد سنتين
من استقلال زيري بن عطية بفاس واتخادها عاصمة لإمارة مغراوة، أقام بها دعوة
الأمويين، وفي هذا الصدد يقول ابن عذاري: "وقام ببلاد الغرب زيري بن عطية
الخزري المغراوي، وملك فاسا وغيرها، وصار أمير زناتة كلها في ذلك الوقت، وكان يدعو
لبني أمية في دولة هشام المؤيد، إذ كان المقيم لها محمد بن أبي عامر حاجبه، وهو
يحارب أعداءه وأضداده صنهاجة أمراء أفريقية (...) وكان قد وصل إلى قرطبة، واجتمع
مع ابن أبي عامر سنة تسع وسبعين وثلاث مئة، وكان بأرض المغرب في خدمته من تلك
السنة وموالاته مع سعة ملكه وبعد صيته"[7].

وقد توالت
انتصارات زيري بن عطية بفضل الدعم الذي حظي به من أمويي الأندلس؛ فلما خلع أبو
البهار بن أبي الفتوح دعوة المروانيين وعاد إلى دعوة العبيديين، كتب المنصور بن
أبي عامر حاجب المؤيد لزيري بن عطية على جميع بلاد أبي البهار وأمره بقتاله عليها،
فسار زيري بن عطية من مدينة فاس في جيوش لا تحصى من قبائل زناتة وغيرهم، ففر أبو
البهار بنفسه أمامه، فملك زيري بن عطية مدينة تلمسان وسائر أعمال أبي البهار[8]،
وبذلك أصبح سلطانه بالمغرب من السوس الأقصى إلى الزاب[9]. كما
تمكن من إزاحة منافسه الأمير يدو بن يعلى الذي كان ينازعه الإمارة بعد الانتصار
عليه سنة 383هـ[10]، فقوي
أمر زيري ابن عطية بالمغرب ولم يبق له منازع وهابته الملوك[11].

قادت هذه الانتصارات زيري بن عطية إلى بناء وجدة سنة
384هـ، واتخاذها عاصمة جديدة لحكمه، لتوسطها مجالات نفوذه لأن حدود مملكته امتدت
شرقا لتشمل بلاد الزاب، لذلك نجده قد "بنى مدينة وجدة وشيد سورها وقصبتها
وركب أبوابها وسكنها بأهله وحشمه ونقل إليها أمواله وذخائره وجعلها قاعدة ودار
ملكه لكونها واسطة بلاده[12].

ولا شك أن تأسيس مدينة وجدة العاصمة الجديدة في وسط
ممتلكاته وفي عمق عصبية زناتة ولد له التفكير في خلع بيعة المنصور بن أبي عامر، فزيري
بن عطية كان له طموح في تكوين إمارة مستقلة، يتضح ذلك من خلال موقفه من اللقب الذي
أطلقه عليه المنصور بن أبي عامر لما استقدمه إلى الأندلس، ولقبه باسم الوزير[13]،
إلا أن زيري بن عطية أنكر هذا اللقب عند عودته إلى المغرب، واستقبح اسم الوزارة
التي سماه بها[14]،
ونهى الناس عن مخاطبته بها قائلا بعد أن خاطبه بها بعضهم ناهيا له: ويحك، وزير لا
والله إلا أمير بن أمير[15]، وفي
سنة 386هـ أي بعد سنتين من تأسيس العاصمة الجديدة، عزم زيري على خلاف المنصور بن
أبي عامر وقتاله، فقطع ذكره من الخطبة وترك الدعاء له، واقتصر على ذكر هشام المؤيد
خاصة[16]،
وطرد عماله من المغرب وأجلاهم إلى سبتة[17].

كبد هذا الإجراء حركة زيري بن عطية هزيمة هزت أركان
إمارته، فمباشرة بعد إجلائه عمال الأندلس إلى سبتة، "أنفذ إليه ابن أبي عامر
واضحا فتاه في جيش كثيف فقاومه بالمغرب، ودارت بينهم حروب عظيمة، ثم اردفه ابن أبي
عامر بولده عبد الملك، وهبط هو إلى الجزيرة الخضراء يمدهم بالقواد والأجناد، وبرز
عبد الملك من طنجة إلى زيري ودارت بينهم حروب لم يسمع بمثلها في الحروب
الغابرة"[18]. انتهت
الحملة العسكرية بهزيمة جيش زيري بن عطية واندحاره، وكان من أسباب هزيمته انحياش
عصبية صنهاحة إلى صف المنصور بن أبي عامر على غير عادتها في حروب القرن الثالث
والرابع الهجريين، حيث كانت تمثل الوجود الفاطمي بالمغرب.

لم تقض هذه الضربة على حركة زيري بن عطية لكونها مشروعا
طموحا، فمباشرة بعد هزيمته أمام الجيوش التي أوفدها المنصور بن أبي عامر بقيادة
ابنه المظفر وواضح فتاه، انسحب إلى قواعده يدعو القبائل الزناتية لمتابعة مشروعه
مستغلا تناقضات العصر وفرصه؛ فلقد استغل خلاف صنهاجة على ملكهم بادريس بن منصور بن
بلكين بعد وفاة أبيه المنصور، فبعث إلى قبائل زناتة فأتى منهم خلق كثير من مغراوة
وغيرهم، فاغتنم زيري تلك الفرصة، وزحف بهم إلى صنهاجة، فأوغل في بلادهم وهزم
جيوشهم[19]، وقد
أتاح له هذا الانتصار استرجاع مجالات فقدها مباشرة بعد 387هـ تاريخ هزيمته أمام
جيوش المنصور بن أبي عامر
، ثم دخل إلى
مدينة تاهرت وجملة من بلاد الزاب، فملك ذلك مع تلمسان والشلف والمسيلة، وحاصر
مدينة أشير قاعدة بلاد صنهاجة، وبقي يقاتلها إلى أن انقضت عليه جراحاته، فمات في
سنة 391هـ[20]،
وبعد وفاته، قاد أبناؤه زعامة إمارة مغراوة.































































أمراء مغراوة بمدينة فاس حسب كتاب الأنيس المطرب بروض القرطاس



الأمير



مجال حكمه



فترة حكمه



ص



زيري بن
عطية



-ملك فاس سنة 377هـ


-ملك تلمسان وسائر أعمال أبي البهار؛ فأصبح سلطانه من السوس الأقصى إلى
الزاب.


-أتته الوفود من بلاد الزاب وبلاد تلمسان وملوية وسجلماسة وسائر بوادي
زناتة فنهض بهم إلى قتال عبد الملك المظفر.


-بنى وجدة واتخذها عاصمة لحكمه عام 384هـ



368/391



102



المعز بن
زيري



ملك فاس
وسائر أعمال المغرب ومدنه وبواديه



391/422



108



حمامة بن
المعز بن زيري



قام بأمر
زناتة، واستوطن مدينة فاس



422/440



109



دوناس بن
حمامة



ولي بمدينة
فاس وأحوازها



440/452



111



الأخوين



الفتوح



عدوة
الأندلس



452/457



111



عجيسة



عدوة
القرويين



452/455



111



معنصر بن
حماد



مدينتي فاس



457/462



112



تميم بن
معنصر



فاس



462



113




استمرت إمارة زناتة في حكم مدينة فاس وأحوازها إلى حدود
سنة 462هـ، تاريخ دخول المرابطين إلى فاس، وقضائهم على الوجود الزناتي بها، إذ دخل
يوسف بن تاشفين فاس، وقتلهم، ومثل بهم بالحرق والصلب، وقتل من مغراوة وبني يفرن في
جوامعها وأزقتها ما يزيد على العشرين ألف رجل[21].

1-2: إمارة بني وانودين المغراوية
بسجلماسة

أنشأت زناتة مغراوة إمارة لها بسجلماسة سنة 367هـ، أدالت
دولة مكناسة بها، ففي السنة المذكورة "زحف خزرون بن فلفل بن خزر الزناتي إلى
سجلماسة في عدد عظيم، فخرج إليه المعتز، فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل المعتز لخمس
بقين من رمضان، وملك خزرون سجلماسة، وأخذ فيها أموالا جليلة، وبعث خزرون برأس
المعتز إلى الأندلس، واستحكم بها ملك زناتة وأتباعهم"[22].

وفي سنة 368هـ، دخل أبو الفتوح صاحب إفريقية وخليفة الفاطميين
بها إلى المغرب الأقصى، واستولى على فاس، وملك سجلماسة وبلاد الهبط كلها، وطرد من
جميعها عمال بني أمية[23]،
وفي سنة 373هـ، دخل ابن خزرون الزناتي إلى سجلماسة بعد وفاة أبي الفتوح عند قفوله
من قتال برغواطة[24]،
وفي سياق حملة ابن أبي عامر على زيري بن عطية أمير مدينة فاس الذي خلع طاعته، أرسل
ابن أبي عامر جيشا كثيفا لقتال زيري بن عطية، قاده واضح فتاه، وأردفه بابنه عبد
الملك، وقد تمكن هذا الجيش من استنزال زيري بن عطية، واستئصال رجاله، وسيطر على
فاس وسجلماسة وتلمسان وتيهرت[25]،
وبعد نجاح الحملة الأموية في تحقيق أهدافها، استخلف المنصور بن أبي عامر على بلاد
المغرب واضحا الغازي، فأقام مدة وانصرف إلى الأندلس بعد أن استخلف على سجلماسة
وانودين بن خزرون على نصيب من المال يؤديه له وعدد من الخيل والدرق ورهنه ابنه
لديه[26]،
وفي سنة 407هـ انقرضت الدولة الأموية بالأندلس[27]،
فأعلن وانودين استقلاله، وضم درعة، ونازل المعتز بن زيري بن عطية، ووصل نفوذه إلى
مشارف فاس، وقد بلغت إمارة سجلماسة المغراوية أوجها في عهد الأمير مسعود بن
وانودين (400-417هـ)، الذي سك النقود، وسيطر على جميع أعمال سجلماسة ودرعة والقبلة[28].

كانت نهاية إمارة مغراوة بسجلماسة على يد المرابطين سنة
445هـ، وفي هذا الصدد يقول ابن خلدون: "فخرجوا من الصحراء سنة خمس وأربعين
وأربعمائة (...) ونهض إليهم مسعود بن وانودين أمير مغراوة وصاحب سجلماسة ودرعة
لمدافعتهم عنها وعن بلاده، فتواقعوا، وانهزم ابن وانودين، وقتل واستلحم عسكره مع
أموالهم، واستلحمهم دوابهم وإبل الحمى التي كانت ببلد درعة، وقصدوا سجلماسة،
فدخلوها غلابا، وقتلوا من كان بها من أهل مغراوة[29].

1-3: إمارة أغمات المغراوية

تأسست إمارة أغمات المغراوية في
سياق تغلب زناتة على المغرب الأقصى خلال القرن الرابع الهجري، والحقيقة أننا لا
نعلم شيئا عن البدايات الأولى لهذه الإمارة، إذ لا نعلم سوى ما تداولته المصادر
بخصوص تجارة مدينة أغمات التي تحدث عنها البكري والإدريسي وصاحب الاستبصار، تفيد
المعلومات المستقاة من المصادر أن أغمات نعمت باستقرار سياسي وازدهار اقتصادي زمن
حكم مغراوة نظرا لوقوعها على الطريق التجاري الذي كان يربط السودان بمدن الشمال،
وبذلك نشأت فيها طبقة من التجار الأثرياء.

وخلال القرن الخامس الهجري سلطت
المصادر التاريخية الضوء على إمارة أغمات المغراوية، وذلك في سياق بروز الحركة
المرابطية الصنهاجية التي كانت ترمي إلى اجتثات العنصر الزناتي، وتوحيد المغرب تحت
حكم عصبيتها، فبعد سيطرت المرابطين على سجلماسة، وقتل أميرها ومن معه من مغراوة،
صمم أبو بكر بن عمر اللمتوني على حرب مغراوة أغمات، فـ"ارتحل إلى مدينة أغمات
وبها يومئذ أميرها لقوط بن يوسف بن علي المغراوي، فنزل عليها، وضيق عليه الحصار،
وقاتله أشد القتال، فلما رأى لقوط ما لا طاقة له به أسلمها له، وفر عنها ليلا هو
وجميع حشمه إلى ناحية تادلة، فنزل في حمى بني يفرن أربابها، ودخل المرابطون أغمات،
وذلك في سنة تسع وأربعين وأربعمائة"
[30]، ويذكر ابن خلدون أن أبا بكر اللمتوني قتل لقوط بن يوسف المغراوي صاحب
أغمات، وتزوج امرأته زينب النفزاوية
[31].

2: الإمارات اليفرنية

كان موطن بني يفرن ما بين
تلمسان وتيهرت، وقد تمكنوا خلال القرن الرابع الهجري من حكم مدينة فاس تحت طاعة
عبد الرحمان الناصر، ثم انتقلوا بعد ذلك لتأسيس إمارات لهم في شالة وفازاز وداي.

2-1: إمارة شالة اليفرنية

بعد الضربات التي تلقاها الشيعة
جراء الحصار الذي ضربه عليهم أبو يزيد مخلد بن كيداد اليفرني الزناتي خلال العقد
الرابع من القرن الرابع الهجري، انقلب أهل المغرب من التشيع إلى مبايعة أمويي
الأندلس؛ إذا قام الأمير أبو العيش أحمد بن القاسم كنون الحسني ببيعة عبد الرحمان
الناصر لدين الله صاحب الأندلس، وخطب له على جميع منابر عمله، فلم يقبل ذلك منه
الناصر حتى يمكنه من سبتة وطنجة، وأمام رفض أبي العيش تسليم سبتة وطنجة، بعث له
عبد الرحمان الناصر جيوشه، فاستولى على المغرب، وخطب له على منابره من مدينة تاهرت
إلى مدينة طنجة، وولى على فاس محمد بن الخير بن محمد اليفرني الزناتي، الذي وصفه
ابن أبي زرع الفاسي بأنه: "كان من أبسط ملوك زناتة يدا، وأعظمهم شأنا،
وأحسنهم إلى ملوك بني أمية انحياشا، وأخلصهم طوية، وذلك بولاية عثمان رضي الله عنه
لجدهم صولات بن وزمار اليفرني وأسلافه على يده، وتقديمه إياه على قومه من زناتة،
فصارت المحبة لبني أمية وراثة في بنيه من بعده"
[32]، أقام محمد بن الخير أميرا على مدينتي فاس نحو سنة، ثم ارتحل عنها إلى
الأندلس برسم جهاد الروم، واستخلف عليها ابن عمه أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عثمان
بن سعيد الزناتي، الذي بنى الصومعة المباركة بجامع القرويين سنة أربع وأربعين
وثلاثمائة
[33].

ثم ولى يعلى بن محمد اليفرني
أمير بني يفرن على مدينة طنجة وأحوازها سن 347هـ، فنزلها في قبائل يفرن
[34]، لكن نهاية هذا الأمير كانت
مأساوية؛ ففي السنة التي تولى فيها إمارة طنجة، وطأت جيوش جوهر الصقلي عامل
العبيديين أرض المغرب
، فاتصل خبر قدومه بيعلى بن
محمد اليفرني أمير بني يفرن وخليفة الناصر لدين الله على بلاد العدوة، فحشد بني
يفرن وجميع قبائل زناتة
، وتلقاه في جيوش عظيمة على مقربة من مدينة تاهرت، فالتحم الحرب بين
الفريقين، فأخرج القائد جوهر الأموال، وبذلها في قواد كتامة، فضمنوا له قتل أمير
زناتة يعلى بن محمد اليفرني، فلما اشتد القتال صممت عصابة من قواد كتامة وأنجادها،
وقصدوا إلى يعلى بن محمد أمير بني يفرن، فقتلوه، واحتزوا رأسه، وأتوا به إلى جوهر،
فأعطاهم أموالا جليلة بشارة عليه، وبعث برأسه وأتوا به إلى مولاه معد بن اسماعيل،
فطيف به في القيروان، وهزم بنو يفرن، وتفرق جمعهم بعد قتل أميرهم، وبعد مدة التأم
ملكهم، واجتمع فلهم على ولده يدو بن يعلى اليفرني[35].

وفي سنة 381هـ، نبذ يدو بن يعلى
طاعة المنصور ابن عامر، وانتهز فرصة غياب زعيم مغراوة زيري بن عطية الذي كان في
زيارة رسمية إلى قرطبة، فاستولى على عدوة الأندلس من فاس بالسيف[36]،
لكن زيري تمكن من استرجاعها بعد أن هزم خصومه، وقتل زعيمهم، وبعث برأسه إلى
المنصور بن أبي عامر سنة 384هـ/954م، ونتيجة لذلك انزاح بنو يفرن عن فاس، واتجهوا
غربا نحو الساحل الأطلنتي، وتمكنوا من الاستيلاء على مدينة شالة، وتأسيس إمارة،
اشتهر من بين أمرائها الأمير تميم اليفرني الذي غزا برغواطة[37]،
وحارب الأمير حمامة بن المعز بن عطية أمير فاس سنة 424هـ، وفي هذا الشأن يقول ابن
أبي زرع الفاسي: "فقام عليه بمدينة سلا الأمير تميم بن زيري بن يعلى بن محمد
بن صالح اليفرني، وزحف إليه إلى مدينة فاس في قبائل بني يفرن، فخرج إليه حمامة بن
المعز من مدينة فاس في قبائل مغراوة، فالتقى الجمعان، فكان بينهم قتال عظيم مات
فيه خلق كثير من مغراوة، وانهزم حمامة بن المعز أمام تميم اليفرني، وفر إلى مدينة
وجدة من أحواز تلمسان، ودخل الأمير تميم إلى مدينة فاس"[38]
، فأقام بها خمسة أعوام، ثم فر عنها إلى مدينة شالة بعد أن داهمته جيوش حمامة
بن المعز سنة 429هـ.

كان تميم أميرا مندفعا؛ فقد
حارب مغراوة فاس كما تقدم، وعندما دخل فاس، أوقع فيها باليهود، فقتل منهم خلقا
كثيرا يزيد عن 60000 يهودي، وأخذ أموالهم وسبى نساءهم، وكان يغزو برغواطة في كل
سنة مرتين، فيقتل منهم ويسبي، وذلك لوجود قاعدة إمارته في مجال قريب من موطنهم،
توفي تميم سنة 448هـ، وحكم بعده ابنه شالة إلى حين استيلاء جيوش المرابطين عليها
سنة 362هـ
[39].

2-2: إمارة فازاز اليفرنية

أسست قبيلة بني يفرن الزناتية إمارة لها في بلاد فازاز
التي تقع في المنطقة الشمالية الغربية للأطلس المتوسط، على بعد حوالي عشر
كيلومترات شرق مدينة خنيفرة، وتنتشر بقاياها الأثرية على قمة هضبة تحفها منخفضات
عميقة وأجراف شاهقة، يعرف الموقع حاليا بالكارة أو مدينة السلطان الكحل، وقد كان
يطلق عليه في السابق قلعة مهدي
[40]، وقد وصفها الإدريسي
قائلا: "وأما قلعة مهدي فهي حصن حصين فوق جبل شامخ، ولها أسواق وعمارات
ومزارع وغلات وبقر وغنم وأحوال واسعة، ومن قلعة مهدي إلى مدينة تادلة مرحلتان،
ويسكن في قبلة قلعة مهدي قبائل زناتة من بني سمجون وبني عجلان وبني تكدلت وبني عبد
الله وبني ماروى وتكلمان واريلوشن وانتقفاكن وبني سامرى"
[41].

وقد مكن موقع إمارة فازاز الحصين من تأجيل سقوطها في يد
المرابطين؛ إذ لم يتمكنوا من السيطرة عليها إلا بعد فتح فاس واختطاط مراكش، بعد
ذلك "بعث الأمير أبو بكر بن عمر عسكرا كبيرا قدَّم عليه ابن عمه يوسف بن
تاشفين، وبعث معه جملة كبيرة من أشياخ لمتونة ومن قبائل البربر المصامدة وغيرهم،
وذلك برسم قتال رؤساء القبائل القاطنين بأرض المغرب، وكان أكبرهم شوكة بني يفرن
الزناتيين المستوطنين في قلعة مهدي بن تبالا، فحاربهم يوسف بن تاشفين بمن كان معه
من القبائل التي دخلت في طاعة الأمير أبي بكر بن عمر"
[42]، ورغم تصميم
المرابطين على استئصال بني يفرن من قلعة فازاز، فإنهم لم يتمكنوا من ذلك إلا بعد
حصار فازاز بضع سنوات قبل دخولها سنة 465/1071
[43].

2-3: إمارة داي اليفرنية

أسس بنو يفرن إمارة بحصن داي خلال القرن الخامس الهجري،
يقع حصن داي بمنطقة تادلا، وقد أنشئت على أنقاضه مدينة بني ملال، وبذلك فإمارة داي
كانت تقع في الطريق التجاري الذي كان يربط فاس وأغمات.

تعرضت إمارة داي للغزو المرابطي سنة 449هـ؛ إذ اغتنم أبو
بكر بن عمر اللمتوني فرصة لجوء لوط أمير أغمات إليها، فخرج بالمرابطين إلى غزو
تادلة ففتحها، وقتل من وجد بها من بني يفرن ملوكها، وظفر بلقوط المغراوي فقتله
[44].

وهكذا فإن الجيل الأول من زناتة تمكن من تأسيس إمارات في
أهم المدن والمراكز المغربية خلال القرنين الرابع والخامس الهجريين، لكنها لم تفلح
في تطوير مشروع وحدوي يلم شملها في إطار دولة واحدة، مما أتاح للمرابطين فرصة
القضاء عليها واحدة تلو الأخرى، نفس الأمر تكرر مع زناتة الجيل الثاني، بحيث لم
يفلح بنو مرين وبنو عبد الواد في تطوير مشروع لتوحيد المغربين الأوسط والأقصى تحت
سلطة زمنية واحدة.

3: زناتة بني مرين

ينتمي المرينيون إلى
الجيل الثاني من زناتة، تمكنوا من تكوين حكومة وحدت المغرب الأقصى، وقدمت الدعم
والمساندة للأندلسيين في صراعهم مع الممالك المسيحية، استغل المرينيون ضعف الموحدين،
فوفدوا إلى المغرب في صيف سنة 610هـ/2013م[45]،
وقد دفعهم إليه فراغه من السكان، وضعف حاميته؛ إذ إنهم وجدوه قد "باد أهله
ورجاله، وفني خيله وحماته وأبطاله، ومات الكل بغزاة العقاب، واستولى على بلادهم الخراب، وعمرته السباع والذياب، فأقاموا بمكانهم،
وبعثوا إلى إخوانهم، وأخبروهم بحال البلاد (...)، وقالوا لهم أسرعوا إليها، فليس
بها من يصدكم عنها ولا من ينازعكم فيها، فوصل الخبر إلى مرين، فبادروا إلى المغرب
مقبلين"[46]،
و"لما رأوا من اختلال بلاد المغرب ما رأوا انتهزوا فيها الفرصة، وتخطوا إليها
القفر، ودخلوا ثناياه، وتفرقوا في جهاته، وأرجفوا بخيلهم وركابهم على ساكنه،
واكتسحوا بالغارة والنهب عامة بسائطهم"[47].

شكلت سنة 610هـ/2013م
منعطفا حاسما في تاريخ الحركة المرينية، ففيها دخل بنو مرين إلى أرض المغرب بغرض
الاستقرار النهائي، بقيادة الأمير عبد الحق بن محيو[48]
الذي تولى عملية الإشراف على انتقالهم من إفريقية والمغرب الأوسط إلى بلاد المغرب
الأقصى، وفي هذا الصدد يخبر أبو الوليد بن الأحمر أن الأمير عبد الحق بن الأمير
محيو "دخل المغرب من الصحراء من زاب إفريقية موضع إمارته وإمارة سلفه مع قوم
من بني مرين في عام عشرة وستمائة من جهة جرسيف، فأهلك جميع بوادي المغرب، وضيق
الواسع على ملوك الموحدين، وتجالبت إليه قبائل البربر مطيعين له في إمارته، وعظم
سلطانه واتسع نجاد ملكه"[49].

وصل المرينيون إلى أحواز
مراكش
 في النصف الثاني من القرن
7هـ/13م، قاعدة حكم الموحدين، وتواجهوا مع الجيش الموحدي، واستمرت المواجهة بين
الطرفين قرابة تسع سنوات؛ ويفسر طول مدة المواجهة، وعدم قدرة المرينيين على حسم
الحرب في معركة واحدة، بعدم وجود قبائل زناتية بأحواز مراكش تدعم الحركة الناشئة.
وبعد سيطرة المرينيين على مراكش عملوا على ضمان ولائها بإضافة العنصر الزناتي إلى
التشكيلة البشرية المكونة له، ولأجل ذلك وطنوا به قبيلتين زناتيتين هما بني كمي
وبني ورا.

3-1: قبيلة بني كمي

اقتطع أبو يوسف يعقوب
المريني لقبيلة بني كمي ما يكفي من أراض بأحواز مراكش
، وفي هذا السياق يذكر ابن خلدون أن شيخ[50]
القبيلة المذكورة "ارتحل هو وقومه إلى المغرب، ونزل على يعقوب بن عبد الحق
قبل فتح مراكش، فاهتز يعقوب لقدومه، وأحله بالمكان الرفيع من دولته، وأنزل قومه
بجهات مراكش، وأقطعهم البلاد التي كفتهم مهماتهم (...)، وأقاموا يتقلبون في تلك
البلاد، ويتعدون في نجعتها إلى أرض السوس"[51].

لم يفلح نقل بني كمي إلى
حوز مراكش
 في تغيير واقعه البشري،
وضمان ولائه للسلطة المرينية؛ إذ ما لبث بنو كمي أن تمردوا، مستغلين انشغال
المرينيين بحصار تلمسان، حيث "أجمعوا الخلاف والخروج على السلطان، ولحقوا
بحاجة سنة ثلاث وسبعمائة، واستولوا على بلاد
السوس، فخرج إليهم أخو السلطان الأمير بمراكش يعيش بن يعقوب، فناجزوه الحرب
بتادارت وغلبوه، واستمروا على خلافهم، ثم عاود محاربتهم بتامطولت سنة أربع
وسبعمائة بعدها، فهزمهم الهزيمة الكبرى التي قصت جناحهم، وقتل عمر بن عبد الله
وجماعة من كبرائهم، وفروا أمامه إلى الصحراء، ولحقوا بتلمسان"[52].
وقد أرجع ابن خلدون تمرد قبيلة بني كمي للقرابة التي تجمعهم ببني عبد الواد بقوله:
"فلما نهض يوسف بن يعقوب بن عبد الحق إلى المغرب الأوسط، وشغل بحصار تلمسان،
وتحدث الناس بما نزل بعبد الواد من بني مرين، أخذت بني كمي الحمية وامتعضوا
لقومهم، وأجمعوا الخلاف والخروج على السلطان"[53].

قضى بنو كمي ستة أشهر
بتلمسان، ثم عادوا إلى مراكش
 بعدما توجسوا الغدر من ولد
عثمان بن يغمراسن[54]،
وبعد وفاة السلطان أبي يعقوب يوسف وهو محاصر لتلمسان، راجعوا طاعة بني مرين وقاموا
بخدمة مصالحهم بأحواز مراكش، فكان سلاطين الدولة المرينية يعينون أمراء القبيلة
بدليل قول ابن خلدون أن "السلطان أبو عنان قد استعمل على جماعتهم عبو بن يوسف
بن محمد"[55].

شكل بنو كمي قوة عسكرية
لخدمة مصالح الدولة المرينية بحوز مراكش
، وقد أفصح ابن خلدون عن ذلك بقوله: "وهم على ذلك لهذا العهد،
يعسكرون للأمير بمراكش، ويتولون من خدمة السلطان هنالك ما لهم فيه العناء
والكفاية"[56]،
وقد اتضح ذلك من خلال انحياز أمير بني كمي محمد بن عمر بن عبد الله بن كندوز إلى
صف أبي الحسن المريني، أثناء صراعه مع أخيه أبي علي، حيث "استخلصه السلطان
أبو الحسن أيام الفتنة بينه وبين أخيه أبي علي، لعهد أبيهما السلطان أبي سعيد ومن
بعده، فكانت له المدافعة عن نواحي مراكش آثار وأيام"[57].

3-2: قبيلة بني ورا

قبيلة بني ورا فخذ من
مغراوة، وهم متشعبون ومتفرقون بنواحي المغرب بناحية مراكش
 والسوس[58].
ويبدو أن تشتت مغراوة ووجودها بمناطق عدة راجع إلى حركتها النشيطة خلال القرنين 4
و5هـ/10 و11م، والتي تمثلت في تأسيسها لعدة إمارات بالمغرب الأقصى. ويبدو
لنا أن وجود بني ورا بالمجال المدروس يرجع إلى القرن 5هـ/11م، أيام تأسيس
إمارة مغراوة بمدينة أغمات.

 نقل السلطان أبو يعقوب يوسف المريني رؤساء قبيلة
بني ورا إلى ناحية شلف، وفي هذا يقول ابن خلدون: "وأكثر الذين كانوا بمراكش
قد انتقل رؤساؤهم إلى ناحية شلف، نقلهم يوسف بن يعقوب سلطان بني مرين في أول هذه
المائة الثامنة، لما ارتاب بأمرهم في تلك الناحية، وخشي من إفسادهم وعيثهم، فنقلهم
في عسكر إلى موطن شلف لحمايته فنزلوا به"[59].

خاتمة

وهكذا تعد عصبية زناتة أهم عصبيات المغرب وأكثرها تأثيرا؛
إذ تمكنت من صد حملات الفاطميين، وأجهضت مشروع ضمهم للمغرب الأقصى خلال القرن
الرابع الهجري، كما أقامت حكومة على أنقاض الحكومة الموحدية المتهالكة تزعمها بنو
مرين، وبذلك ضمنت زناتة استمرار الدولة المغربية، ولا ينبغي أن يعزب عن أذهاننا أن
زناتة ساهمت في تمدين المغرب، وذلك ببناء مدينة وجدة، كما
شهدت مدينة
فاس نهضة عمرانية زمن حكم مغراوة، فـ"في أيامهم تمدنت فاس، وعظم شأنها، وبنيت
الأسوار على أرباضها، وحصنت أبوابها، وزيد في جوامعها القرويين والأندلس زيادة
كبيرة، واتسع الناس في أيامهم بالبناء، فكبرت المدينة، وكثرت الخيرات، واتصل الأمن
والرخاء بطول أيامهم"[60].

كما تعد زناتة أكثر قبائل المغرب انتشارا في
المجال، إذ نجدها اليوم حاضرة في كل ربوع المغرب، وقد تم ذلك عبر مراحل؛ فخلال
القرن الرابع الهجري؛ انتقلت زناتة الجيل الأول للاستقرار في مجموعة من مناطق
المغرب، وتأسيس إمارات بفاس وسجلماسة وسلا وأغمات وداي وفازاز، وخلال القرن السادس
الهجري استقدم الموحدون قبيلة كومية الزناتية للاستقرار بمراكش في عهد عبد المؤمن
بن علي الكومي، كما انتشرت زناتة في كل المجال المغربي زمن حكم المرينيين، لذلك لا
تخلو اليوم منطقة من مناطق المغرب من وجود العنصر الزناتي، والشواهد على ذلك في
تسميات المجال والسكان كثيرة؛ إذ نجد مناطق لازالت تحمل اسم زناتة وبني زيري وبني
ورا، وأسماء أشخاص مستمدة من قبائل زناتية، ولا أدل على ذلك شيوع اسم المغراوي
وغيره من الأسماء الدالة على الحضور الزناتي.























































































































[1] نفسه،
ص ص.106-107.







[2] ابن
عذاري المراكشي، البيان المغرب في اختصار أخبار ملوك الأندلس والمغرب، دار
الغرب الإسلامي، تونس، ط1، 2013، ج1، ص.250.







[3] نفسه،
ص.258.







[4] ابن
خلدون، العبر، ج6، ص.208.







[5] ابن أبي زرع، الأنيس المطرب
بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس
، دار المنصور للطباعة والوراقة،
الرباط، 1972
، ص.102.







[6] ابن
عذاري، البيان المغرب، ص.202.







[7] نفسه،
ص.274.







[8] ابن أبي زرع، الأنيس
المطرب، ص.103.







[9] نفسه،
ص.103.







[10] نفسه،
ص.104.







[11] نفسه،
ص.105.







[12] نفسه،
ص.105.







[13] نفسه،
ص.104.







[14] نفسه،
ص.104.







[15] نفسه،
ص.104.







[16] نفسه،
ص.105.







[17] نفسه،
ص.105.







[18] ابن
عذاري، البيان المغرب، ج1، ص.203.







[19] ابن أبي زرع، الأنيس
المطرب، ص.107.







[20] نفسه،
ص.107.







[21] نفسه،
ص.113.







[22] ابن عذاري، البيان
المغرب، ج1، ص.248.







[23] نفسه،
ص.249.







[24] نفسه،
ص.258.







[25] نفسه،
ص.274.







[26] نفسه،
ص.254.







[27] ابن أبي زرع، الأنيس
المطرب، ص.118.







[28] محمد
بلعتيق، إمارة بني أبي العافية، مطبعة الأمنية، الرباط، 2018، ص.91.







[29] ابن خلدون، العبر،
ج6، ص ص.243-244.







[30] ابن أبي زرع، الأنيس
المطرب، ص.129.







[31] ابن خلدون، العبر،
ج6، ص.244.







[32] ابن
أبي زرع، الأنيس المطرب، ص ص.88-89.







[33] نفسه،
ص.89.







[34] نفسه،
ص.89.







[35] نفسه،
ص ص.89-90.







[36] نفسه،
ص ص.115-116.







[37] محمد
بلعتيق، إمارة بني أبي العافية، ص.95







[38] ابن
أبي زرع، الأنيس المطرب، ص.109.







[39] نفسه،
ص.110.







[40] أحمد
صالح الطاهري
>>فازاز<<، معلمة المغرب، ج19، ص.6389.







[41] الشريف
الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، مكتبة الثقافة الدينية، القاهرة،
2002، ص.243.







[42] ابن
عذاري، البيان المغرب، ج3، ص.15.







[43] أحمد
صالح الطاهري
>>فازاز<<، معلمة المغرب، ج19، ص.6389.







[44] ابن أبي زرع، الأنيس
المطرب، ص.129.







[45] المقريزي، السلوك لمعرفة
دول الملوك،
تحقيق محمد عبد
القادر عطا، دار الكتب العلمية بيروت، الطبعة الأولى، 1418هـ/1997م
ج1،
ص297. ابن أبي زرع، مصدر سابق، ص ص272-282. مجهول، الحلل الموشية في ذكر
الأخبار المراكشية، تحقيق سهيل زكار، عبد القادر زمامة، دار الرشاد الحديثة،
الدار البيضاء، الطبعة الأولى، 1399هـ/ 1979م، ص175.







[46] ابن أبي زرع، الأنيس المطرب، ص282.







[47] ابن خلدون، العبر، ج7، ص224.







[48] الأمير عبد الحق بن محيو: ولد بزاب إفريقية سنة 542هـ/1147م، تولى
إدخال المرينيين إلى المغرب عام 610هـ/1213م، وكانت إمارته بالمغرب 3 أعوام و6
أشهر، هزم القوات الموحدية عام المشعلة 613هـ/1216م، وزحف على رباط تازة في نفس
السنة، قتل سنة 614هـ/1217 في حرب مع عرب رياح بالقرب من قلعة تافرطاست. ابن
الأحمر، روضة النسرين في دولة بني مرين، المطبعة الملكية، الرباط،
1382/1962، ص15.







[49] ابن الأحمر، روضة النسرين، ص14.







[50] شيخ قبيلة بني كمي: كان عبد الله بن كندوز هو شيخ
قبيلة بني كمي في عهد السلطان أبي يوسف يعقوب المريني
.







[51] ابن خلدون، العبر، ج7، ص200.







[52] نفسه، ص.201.







[53] نفسه، ص ص.200-201.







[54] نفسه، ص.201.







[55] نفسه، ص.202.







[56] نفسه، ص.202.







[57] نفسه، ص.201.







[58] نفسه، ص.65.







[59] نفسه، ص ص.65-66.







[60] ابن أبي زرع، الأنيس
المطرب، ص.113.













إرسال تعليق

أحدث أقدم