من تعريب اللسان إلى تعريب الشجر والحجر : بني يزناسن نموذجا

 تعتبر قبيلة بني يزناسن أو اث يزناسن
الأمازيغية أحد أشهر قبائل منطقة الشمال الشرقي بالمغرب الذي استوطنته عبر التاريخ
،
وقد استمرت  القبيلة في مختلف الحقب تلعب دورها الاجتماعي والثقافي والعسكري والسياسي بالمنطقة متحديتا مختلف الظروف والاكراهات، حيث  أظهر أبناء المنطقة تمسكا وتشبثا بعاداتهم وتقاليدهم ولغتهم في ظل الاستعمار .وكذا رغم تحديات التعريب بعد الاستقلال



إلا أن الواقف اليوم على حال المنطقة الثقافي
بالخصوص سيجد اختلافا كبيرا بين الأمس واليوم، حيث تشهد منطقة بني يزناسن تغيرا ثقافيا ولغويا لم يسبق له مثيل، وبشكل يجعل هذه الثقافة المحلية بلغتها وعاداتها التي تعتبر كنزا حضاريا وغنا ثقافيا يعكس التنوع الثقافي المغربي عرضة للاندثار والزوال كما تؤكد ذلك دراسات
عدة حديثة بالخرائط والأرقام.



وهنا يطرح المتأمل في وضع المنطقة بين الامس
واليوم أسئلة عدة عن الأسباب والعوامل أو ربما الدوافع هل للتداخل الثقافي العربي-الأمازيغي بالمنطقة  دور في طمس معالم اللغة المحلية ؟ أم أن لسكان المنطقة دور في ذلك خاصة مع غياب الاهتمام باللغة الامازيغية ؟ أو لعل الجواب حقا هو ما أشار إليه الباحث في معرض قوله
:



" ومن هنا فإن كثيرا من قبائل ايت يزناسن
قد تعربت ... أو فقدت الاصرة المعنوية التي تجعل هذه القبائل تتمسك بهويتها الأمازيغية { محمد المهدي علوش، الريف من أتون القبيلة إلى الوعي بالهوية، 255 بتصرف} "



لكن الاشكال يتجاوز كل ما سبق حيث نشرت نفس
الدراسة خريطة توضح أن زوال ما هو معنوي كاللغة من شأنه أن يؤدي إلى اندثار وأفول كل ما هو مادي حيث أصبحت الخريطة الثقافية توحي بأن المنطقة لم تعد يزناسنية بقراها ومدنها بل أصبحت خليطا ثقافيا تكاد تغيب فيه الثقافة اليزناسنية، كما تبين الخريطة أسفل الأسطر



هذا الانحسار المتواصل لما هو محلي بشكل يدعونا
لتصور ما هو قادم في عقود ربما ! حيث سنرى تلاشيا كليا للبعد الأمازيغي في المنطقة لصالح ثقافة دخيلة .. وعموما إذا كان الأمر كذلك ألم يحن الأوان للنظر في سبل إحياء المكون الأمازيغي  أوالحفاظ على ما تبقى منه ؟ أين هو دور الجمعيات المحلية ؟ هل من تحسيس بأهمية الحفاظ
على الموروث أو بمعنى أدق على الهوية ؟

قدرو الورطاسي، بني يزناسن عبر الكفاح الوطني


إرسال تعليق

أحدث أقدم