ما أهمية تقويم المنظومة التربوية؟

تقويم المنظومة التربوية
يعد التقويم مكونا جوهريا للمنظومة التربوية. تتجلى أهميته في كونه يتيح لذوي القرار المعنيين ولكل الفاعلين التربويين قدرا وافرا من المعلومات التي تمكن من مراقبة نجاعة أداء المنظومة التربوية وتتبع سيرها بمختلف مكوناتها البيداغوجية والتدبيرية والتنظيمية، في ارتباطها بمحيطها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي.
من ثم، فحينما يتعلق الأمر بإصدار حكم على مكون من مكونات المنظومة التربوية يكون من المهم تحديد المعايير التي ستعتمد لبلوغ هذه النتيجة، بناء على قواعد ومبادئ دقيقة. وعلى العكس من ذلك، فالتقويم العشوائي يفتقر إلى الموثوقية والإنصاف. ومن ثم، تبرز عدم صلاحيته لبلورة قرارات سياسية أو بيداغوجية في المجال التربوي. تكمن أهمية التقويم بالنسبة لمنظومة التربية والتكوين في كونه آلية استراتيجية لتوجيه اتخاذ القرار والتجديد، وضمان نجاعة القيادة الشمولية للمنظومة.

أ-التقويم واتخاذ القرار

في مجال التربية، حيث يرتبط التقويم بأهداف تتعلق باتخاذ قرارات، يكون للتقويم انعكاسات قوية على الفاعلين التربويين وعلى مكونات المنظومة التربوية برمتها. لذا، فمن الضروري تحديد موضوع التقويم والمعايير المعتمدة لإصدار الحكم الملائم. وفي الميدان التربوي، كما في غيره من الميادين، لا بد أن يكون التقويم نسقيا ومؤسسا على مبادئ موجهة، ومستندا إلى استعمال دقيق وملائم لمعايير ومؤشرات واضحة، ودقيقة، ومتعارف عليها، وقابلة للقياس.

ب-التقويم والتجديد

يمكن التخطيط للتقويم بالنظر لاعتبارين على الأقل:
يتمثل أولهما في تفسير الممارسات الجارية بغية تزكيتها. في هذه الحالة يستعمل التقويم للحصول على تغذية راجعة إزاء ما نحن بصدد تقويمه. على أن الهدف يكمن في رصد أسباب نجاح موضوع التقويم وفعاليته، وذلك لإثبات صلاحية ما هو قائم، وتعليل الممارسات الحالية.
أما الاعتبار الثاني، فتجليه أهمية تجميع المعطيات والمعلومات الكفيلة بإدخال المستجدات والتغيرات (المستجدات تعني هنا التغيرات المبرمجة والمخطط لها). وهنا يصبح مفهوم التقويم ومفهوم التجديد مترابطين بحيث يغذيان بعضهما البعض.
عبد اللطيف المودني، التقويم لازمة إنجاح المدرسة وتجديدها المستمر

إرسال تعليق

أحدث أقدم