المغادرة الطوعية مسألة وقت

مغادرة طوعية جديدة

نشرت قبل يومين تدوينة بعنوان مغادرة طوعية جديدة على الأبواب، زارها أكثر من 10000 زائر في ظرف أقل من 24 ساعة، أبدى عدد منهم استعداده للمغادرة، وقد عكست تعليقاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي حالة اليأس التي يعيشها رجال التعليم في المغرب، ورغبتهم في الخلاص من مستنقع التعليم.
وقد بنيت تكهني بخصوص إمكانية الإعلان عن مغادرة طوعية جديدة من خلال استقراء التطورات الأخيرة، التي تعطي مؤشرات عن نية الدولة في التخلي عن القطاع العمومي.
وأنا أبحث في موضوع المغادرة الطوعية عثرت على تدوينة في أحد المواقع تعود إلى سنة 2014، لمح فيها عبد الإله بنكيران إلى إجراء مثير في الإصلاح، الذي تعتزم الحكومة القيام به في إطار المراجعة الشاملة للنظام الأساسي للوظيفة العمومية، يقضي بإحداث تغيير جذري، في وضعية الموظف العمومي ومساره المهني، قد ينتهي إلى إنهاء العمل بعقود العمل الدائمة. وتساءل رئيس الحكومة، الذي كان يتحدث بالرباط، خلال افتتاح الجمع العام العادي للمجلس الأعلى للوظيفة العمومية، «كيف أنه في وظيفتنا المبجلة، يكفي أن تدخل من الباب، بل حتى السنة الأولى التي تكون سنة التدريب، لتصير مقدسا، سواء عملت أو لم تعمل، حضرت أو لم تحضر، اجتهدت أو لم تجتهد».
وشدد بنكيران في اللقاء الذي عرف حضورا مكثفا للوزراء، «إذا لاءم الموظف المنظومة وقدم لها خدمة، يجب الحفاظ عليه، وبحث سبل حثه على الاستمرار في المنظومة، لكن إذا حدث العكس علينا أن نقول له «الله يهنيك»، موجها كلامه إلى الموظفين قائلا «لم أستوعب بعد كلاما قيل لكم مفاده إذا غادرتم الوظيفة العمومية، لن تكون أوضاعكم أحسن.. هذا ضعف الثقة بالله.. أنظروا إلى أصدقائكم الذين غادروا الوظيفة العمومية وصاروا أحسن حالا، وطبعا هناك العكس أيضا».
ويبدو أن الحكومة ستلجأ إلى إجراء المغادرة لتخفيف كتلة الأجور، وهو إجراء سبق لحكومة إدريس جطو أن اعتمدته قبل عشر سنوات، ويكمن في العودة إلى برنامج المغادرة الطوعية، إذ خاطب بنكيران وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة قائلا «تفاهم معاهم أسي مبديع، وعطيهم شي نصيب ويمشيو بصفة نهائية، بلا ما تبقاو تقلبو ليهم على حل».
أعتقد أن الإعلان عن مغادرة طوعية جديدة مسألة وقت لا غير. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم