المدرس: تعريفه ووظيفته

المدرس موظف في الوظيفة العمومية، خاضع لقوانينها وتشريعاتها. وهو، حسب النظام الأساسي الخاص بموظفي وزارة التربية الوطنية (2007)، موظف ينتمي إلى هيئة التدريس، المكونة من إطارات التعليم الإبتدائي والثانوي الإعدادي والثانوي التأهيلي، ومن إطارات الأساتذة المبرزين، وأساتذة مؤسسات تكوين الأطر والتعليم العالي. تنقسم ذات الهيئة إلى فئة المدرسين المتدربين والمدرسين الرسميين، وفيها مستويات من حيث السلم، ومن حيث الدرجات والرتب.
انتماء المدرس إلى هيئة التدريس يزيل عنه التفرد في تدريس مادة واحدة، ويجعله منخرطا في عمل جماعي ، يتعدى المادة وتدريسها إلى مهام أخرى: مجالس التنسيق، ومجالس الأقسام، ومشروع المؤسسة، والأنشطة التربوية والرياضية، ذلك أن هيئة التدريس، بالإضافة إلى المدرسين، تتضمن الأطر الإدارية والاقتصادية وهيئة المراقبة والتفتيش.
المدرس
تبقى مهمة المدرس الأساسية منحصرة في الثالوث التربوي: التدريس، والتربية، والتكوين. فالمدرس:
  • يلقن ويعلم مواد تعليمية (آداب، فنون، علوم، تقنيات) للتلميذ، وينقلها إليه بوسائط عدة، إما في شكل معرفة، أو في شكل ممارسة عبر أنشطة ديداكتيكية مختلفة.
  • يربي التلميذ، وفق قيم محلية (وطنية ودينية)، محترما المشترك من القيم الإنسانية والكونية. ويساعد التلميذ على اكتساب المعارف، واستيعاب القيم وتنمية قدراته واستعداداته وكفاياته، لكي يمكتلك شخصية مستقلة.
المدرس إطار تم تكوينه ليكون الآخرين، بهذه الصفة، ننتقل من التصور الفردي للمدرس إلى التصور المهني الذي تحكمه إشكالية الاستقلالية والحرية البيداغوجية. فالاستقلالية، على هذا المستوى، لا تعني الحرية المطلقة، إنما تعني تزاوج الفعالية الفردية للمدرس مع المشاريع الجماعية ومقتضيات المهنة.
لم تعد مهمة المدرس  سهلة كما كانت. إضافة إلى مهامه الثلاث السالفة الذكر، عليه الآن، ومع تطور المدرسة وانفتاحها على محيطها، أن يضطلع بمهام أخرى، بحيث لم يعد التلميذ هو المتعلم الهادئ المنضبط، ولم تعد الأشرة تثق في المدرس إلاَّ لماما. لذا، عليه أن يحاجج، وأن يقارع الحجة بالحجة، مع التلميذ ومع أسرته، وأن يفاوض، ويقبل بظروف المفاوضة وحيثياتها. أليست مهمة المدرس هب الإقناع؟
 تفرض علينا مهمة المدرس الانتباه إلى صنفين من المدرسين: المدرس المرمق، والمدرس الباحث (ولم لا المثقف). الأول يركب دروسه ويجمعها، وعند الصياغة يلفقها، ويرمقها ليؤديه وظيفته، أما الثاني فيبحث في المتن لينشأ دروسه، ثم يصوغها وفق اجتهاده. الأول لا يتكلم بلسانه، أما الثاني فدروسه هي لسان حاله.
أخيرا لا يجب أن ننسى بأن المدرس، جملة إحساسات وميولات تحدد طبعه ومزاجه، وبالتالي انفعاله وتفاعله. ومنها يمكن الحكم على تصرفاته وتجاوزاته وأخطائه، ورسم حدود إمكاناته ومبادراته.
تكريما للمدرس، خصته المنظمة العالمية يونسكو، بيوم عالمي يحتفل به يوم خامس أكتوبر من كل سنة.
نقلا عن دفاتر التربية والتكوين عدد مزدوج 8-9

إرسال تعليق

أحدث أقدم