الكتاب المدرسي: مفهومه وأصنافه ووظائفه

الكتاب المدرسي
يشكل الكتاب المدرسي الدعامة الأساسية للفعل التعليمي والتعلمي. فهو الأداة الرئيسة المعتمدة في نقل المعارف وتلقينها، وتوفير ما يحتاجه المتعلم والمعلم وآباء التلاميذ وأوليائهم من معرف وأنشطة وتمارين مساعدة.
يتميز الكتاب المدرسي عن أصناف الكتب العلمية والثقافية الأخرى بمجموعة من الخصائص يمكن إجمال أهمها في ما يلي:
  • الكتاب المدرسي هو مؤلف ديداكتيكي ورقي وضع تحديدا لأغراض التعلم والتعليم والتكوين.
  • يتحدد محتوى الكتاب المدرسي على أساس المنهاج الدراسي الرسمي الخاص بمادة دراسية أو بمجموعة من المواد المتقاربة فيما بينها، في مستوى معين من المستويات الدراسية.
  • يتضمن الكتاب المدرسي، علاوة على المعرف والمهارات المراد تلقينها في مادة معينة وفي مستوى معين على مجموعة من النصوص والصور والرسوم والخرائط والبيانات وغيرها من الوثائق والوسائل البيداغوجية المساعدة على تحقيق أهداف المنهاج الدراسي وتسهيل عملية استيعابه من قبل المتعلم. وعلى مجموعة من التمارين والأنشطة الهادفة إلى تعزيز مكتسبات النتعلم في مادة معينة وتقويم مدى تمكنه منها.
  • يشكل الكتاب المدرسي، بهذا المعنى، ضرورة وظيفية بالنسبة للنظام التعليمي باعتباره المصدر الأساس، إلى جانب المدرس، للمعارف والتعلمات المدرسية. فهو يوفر المادة المعرفية الضرورية التي يمكن أن يلجأ إليها المتعلم قصد الاشتغال الذاتي واستكمال المعلومات التي يتلقاها داخل الفصل الدراسي، وتعويض ما يمكن أن يعترض بعض تلك المعلومات من نقص او غموض؛ كما يساعد المدرس على إعداد دروسه وتثبيت مسارات التعلم وعملياته... وهو، علاة على ذلك يشكل الأداة الرئيسة لتوحيد التعلمات في ظل البرامج والامتحانات الإشهادية الموحدة، والوسيلة الأكثر نجاعة لضمان تكافؤ الفرص بين المتعلمين.
يتم التمييز عادة بين صنفين من الكتب المدرسية:
  • يخضع الصنف الأول لتدرج نسقي (progression systématique) يتم بمقتضاه ترتيب وتنظيم المحتويات والأنشطة المقررة في مادة معينة، وفي مستوى دراسي معين، وفق ما تمليه ضرورات النقل الديداكتيكي. ويتضمن هذا الصنف من الكتب المعلومات المراد تلقينها للتلميذ في تلك المادة؛ وكذا التعاليق والشروح والتطبيقات والتمارين والملخصات وفروض المراقبة والتقويم... وهذا الصنف من الكتب هو ما يصطلح عبه بالكتب المدرسية (Manuels scolaires) بالمعنى الدقيق لهذه العبارة. ومنها ما هو خاص بالمدرس وما هو موجه للتلميذ.
  • أما الصنف الثاني، فهو عبارة عن كتب مرجعية (ouvrages de consultation et de référence)، تدور في فلك الكتب المدرسية. ويمكن أن يلجأ المدرس أو التلميذ إلى هذا النوع من الكتب عند الحاجة، إما لتوضيح نقطة من نقط المنهاج الدراسي، أو للتوسع فيها، أو للتدرب على أنشطة أو تمارين أو مهارات معينة. وتدخل المعاجم والمؤلفات والمصنفات والملخصات، وكذا بعض الوثائق الإيكونوغرافية ضمن هذا النوع من الكتب التي لا تخضع دائما لتنظيم بيداغوجي معين، ولا تراعي بالضرورة مقتضيات النقل الديداكتيكي وأهدافه.
ويبقى الهدف الأساس من الكتاب المدرسي هو تلبية الحاجات المعرفية والتعلمية للمتعلم، ومساعدة المدرس على إعداد دروسه وإنجازها على الوجه المطلوب. غير أن الكتاب المدرسي ليس سوى أداة تعليمية ضمن أدوات أخرى؛ لا تغني عن توظيف الوسائط التربوية الأخرى واعتماد مصادر أخرى للمعرفة، وخاصة منها وسائل الإعلام والاتصال المتجددة باستمرار.
دفاتر التربية والتكوين العدد 3

إرسال تعليق

أحدث أقدم