مفهوم المنهاج وأشكاله: المنهاج الشكلي والمنهاج الواقعي والمنهاج الخفي

مفهوم المنهاج
في معنى عام، يعتبر المنهاج مسارا، وهو ما تلخصه لفظة السيرة الذاتية؛ أما في الحقل التربوي فهو مسار للتكوين. ويتم الحديث عن المنهاج في البلدان الأنجلوساكسونية للإشارة إلى المسار التربوي المقترح على المتعلمين، أما في البلدان الفرنكفونية فهو مرادف لبرنامج الدراسة أو البرنامج بشكل عام.
ويعبر المنهاج عن الإجراءات المحددة سلفا، لتهيئ أنشطة بيداغوجية. فهو إذن خطة عمل تتضمن الغايات والمقاصد والأهداف والمحتويات والأنشطة التعليمية والأدوات الديداكتيكية وطرق التعليم وأساليب التقييم. كما يعتبر بمثابة معيار يحدد ما يجب أن يكون وبمثابة أمر موجه إلى الفاعلين التربويين وبشكل رئيسي إلى المدرسين.
وقد ميز "فيليب بيرنو" في هذا الإطار بين ثلاثة أشكال للمنهاج وهي: المنهاج الشكلي والواقعي والخفي. وإذا كان المنهاج الخفي يشكل في نظره جانب التعلم غير المبرمج من طرف المؤسسة المدرسية أو على الأقل غير المصرح به من طرفها، فإن المنهاج الشكلي يشمل القواعد المحددة لأهداف التعليم والبرامج التي يتعين الاشتغال عليها داخل مختلف المستويات أو أسلاك الدراسة، في حين يعتبر المنهاج الواقعي هو الذي يتم إنجازه فعليا. ورغم التمييز الحاصل بين هذين العنصرين الأخيرين، فإنهما يظلان متكاملين وليسا متناقضين.
دفاتر التربية والتكوين العدد 3

إرسال تعليق

أحدث أقدم