البيداغوجيا المؤسسية

نشأت البيداغوجيا المؤسسية وترعرعت بين أحضان الاتجاهات الفكرية والتربوية التي اهتمت بأثر المؤسسات كالأسرة والمدرسة على الأشخاص. ففي سنة 1952 أطلق الأخوان "أوري" (Jean et Fernand Oury) مفهوم البيداغوجيا المؤسسية أثناء انعقاد مؤتمر حركة "فريني" حول "التعبير الحر". وهكذا كانت ولادة هذه البيداغوجيا في رحم مدرسة "فريني"؛ إذ اقترح "أوري"عبارة "بيداغوجيا مؤسسية" للإشارة إلى توجه جديد استحدثته جماعة من المدرسين. وفي سنة 1962 استقل اتجاه البيداغوجيا المؤسسية بنفسه.
البيداغوجيا المؤسسية
وقد استفادت المقاربة المؤسسية من مرجعيات متعددة كحركة "فريني" (C.freinet) الداعية إلى ربط المدرسة بالحياة اعتمادا على مفهوم التعاونيات المدرسية، والعلاج النفسي المؤسسي la psychothérapie institutionnelle، ولا توجيهية "كارل روجرز" (Carl Rogers) ودينامية الجماعات والتحليل النفسي والتحليل المؤسساتي.
- على مستوى المرجعيات: تضم البيداغوجيا المؤسسية ثلاثة اتجاهات أساسية هي: اتجاه يمثله "أوري" ويركز على مبدإ حل النزاعات، واتجاه "لوبرو" (Lobro) الذي يولي أهمية كبرى لمبدإ التسيير الذاتي، واتجاه "لاباساد" (G.Lapassade)، الذي يركز على البعد السياسي للعملية التربوية.
- على مستوى الأهداف التربوية: تسعى البيداغوجيا المؤسسية إلى تحقيق ما يلي:
  • بث روح التعاون والتشاور لدى المعلمين.
  • تنمية وتطوير قدرة المتعلمين على التواصل والتعبير عن آرائهم.
  • إكساب المتعلمين القدرة على النقد الذاتي وقبول آراء الآخرين ولو كانت مخالفة لما يعتقد من آراء.
  • تأهيل المتعلمين لتحمل المسؤولية والالتزام بقرارات الجماعة والعمل على تحقيقها.
  • إكساب المتعلم القدرة على المبادرة واتخاذ القرار.
 - على المستوى العلمي: تقوم البيداغوجيا المؤسسية على فكرة محورية أساسها مبدأ التسيير الذاتي Autogestion، ويعني هذا المبدأ إعطاء الفرصة لجماعة التعلم لتسيير نفسها بنفسها، وتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات المتعلقة بما ينجزه أعضاؤها من أنشطة، واختيار الوسائل المناسبة لتعلمهم، وتنظيم عملهم، وتحديد الأهداف المطلوب تحقيقها وتقويم هذا العمل.
يتطلب تطبيق هذا التصور تقنيات وطرائق عمل تضع المتعلم في سياق وضعيات متنوعة تتطلب منه انخراطا ذاتيا وشخصيا، واتخاذ المبادرة، والعمل بفاعلية ونشاط ومثابرة.
يتنازل المدرس أو المربي عن توجيه جماعة القسم ويمتنع عن إصدار الأوامر؛ وذلك بغية خلق مناخ يطبعه عدم شعور المتعلمين بسلطة المربي؛ مما يجبر الجماعة ككل على تحديد أهدافها بنفسها، واستحداث المعايير وقواعد العمل المعتمدة في تدبير شؤونها في استقلالية تامة، التي تتحول بالتدريج إلى مؤسسات.
إن الهدف البعيد من كل ذلك هو تمكين جماعة التعلم من إرساء بنيات التدبير الذاتي داخلها، واكتشاف البعد المؤسسي لما يقوم به أفرادها من أنشطة. وتقود رغبة الجماعة في حل ما ينشأ بين أعضائها من صراعات وتجاوزها إلى استحداث بنيات مناسبة للتشاور والتدبير.
 دفاتر التربية والتكوين العدد 2

بيداغوجيات أخرى
 البيداغوجيا بواسطة الأهداف: La pédagogie par objectifs
البيداغوجيا بالكفايات La pédagogie par compétences
البيداغوجيا الفارقية: La pédagogie différencielle
بيداغوجيا الاكتشاف: La pédagogie de la découverte
المقاربة التواصلية: L'approche communivative

إرسال تعليق

أحدث أقدم