التقويم التكويني

التقويم التكويني جزء لا يتجزأ من العملية التربوية العادية، فهو يرتكز على فرضية أساسية مفادها أن الصعوبات التعليمية التي قد يعاني منها بعض التلاميذ، أو جلهم، لا تدل بالضرورة على نقص في قدراتهم أو استعداداتهم الفكرية بقدر ما يمكن أن تكون ناتجة عن خلل في المنهاج التربوي أو الطريقة التربوية، أو غير ذلك مما يرتبط بظروف التعلم وشروطه. ولهذا يسعى التقويم التكويني إلى تزويد المدرس بالمعلومات الكفيلة بمساعدته على إعادة النظر في استراتيجيته التعليمية، وتكييف أهدافه وطرق تدريسه مع متطلبات التلاميذ وحاجاتهم ومستواهم، وأخذ الفوارق الفردية والثقافية الموجودة بينهم بعين الاعتبار. ويسمى تقويما تكوينيا لأن الغاية الأساسية التي يسعى إلى تحقيقها هي تحسين العملية التعليمية والتكوينية والرفع من مردوديتها.
التقويم التكويني
يتم التقويم التكويني أثناء العملية التعليمية-التعلمية. ويمكن أن يتم مباشرة بعد الانتهاء من درس أو من وحدة تعليمية معينة. ويهدف إلى ضبط تعلمات التلاميذ أو الطلاب وتنظيمها بغية:
  • مساعدة المدرس على معرفة مدى تحقيقه للأهداف التربوية المحددة لدرس أو وحدة تربوية معينة.
  • مساعدة المدرس على معرفة التلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم، وتشخيص تلك الصعوبات لمساعدتهم على تخطيها والتقدم في التعلم.
  • مساعدته في معرفة مواطن الخلل في العملية التعليمية والتعلمية والتدخل لعلاجها.
ويساعد التقويم التكويني، كذلك، المتعلم على اكتشاف مواطن ضعفه ويحفزه على العمل من أجل تجاوزها، كما يساعد المسؤولين وآباء التلاميذ وأولياءهم على تتبع المسار التعليمي لأبنائهم ومعرفة مدى تقدمهم في تعلماتهم، وما يمكن أن يعترضهم في ذلك من صعوبات، واتخاذ الإجراءات الملائمة لعلاجها، ويمكن أن تكون الإجراءات من طبيعة ديداكتيكية أو بيداغوجية أو اجتماعية أو نفسية.
وبما أن التقويم التكويني يقوم بدوره بوظيفية تشخيصية، فإن بعض الباحثين يخلطون بينه وبين التقويم التشخيصي.
ننصحك بمطالعة هذا الموضوع الذي يضم باقي أنواع التقويم؛ التشخيصي والإجمالي.
دفاتر التربية والتكوين الجزء 4

إرسال تعليق

أحدث أقدم