هل القوانين صالحة لجميع الشعوب أم أنها مخصوصة ببعضها فقط؟

الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات التنوير: "هل القوانين صالحة لجميع الشعوب أم أنها مخصوصة ببعضها فقط؟"

جان جاك روسو
يقول جان جاك روسو:
كما أن المهندس يعاين الأرض ويستبرها قبل إقامة بناء عظيم عليها، وذلك ليرى هل تستطيع حمل الثقل، لا يأخذ المشترع الحكيم في وضع قوانين صالحة بنفسها، وإنما يبحث مقدما في كون الشعب الذي يعدها له قادرا على احتمالها أولا، ولذا رفض أفلاطون أن يمنح الأركاديين والسيرنائيين قوانين، عالما أن هذين الشعبين كانا غنيين فلا يطيقان المساواة، ولذا وجد في أقريطش قوانين صالحة ورجال أردياء عن كون مينوس لم يدرب غير شعب مثقل بالعيوب.
وظهر في العالم ألف أمة أخذت بأسباب العظمة من غير احتمال لقوانين صالحة، حتى إن التي استطاعت احتماله منها لم تستطع الصبر عليه إلا لوقت قصير من تاريخها الطويل، ومعظم الشعوب، ككثير من الناس، لا يكون مطواعا في غير شبابه، فهو إذا شاب تعذر إصلاحه، والعادات إذا ما استقرت والأوهام إذا ما تأصلت حينا كان من الأمور الخطرة الفارغة أن يراد إصلاحها، حتى إن الشعب لا يطيق مس أمراضه لمعالجتها، وهو في هذا كأولئك المرضى الهوج الجبناء الذين يرتعشون عند منظر الطبيب.
مقتطفات من العقد الاجتماعي لجان جاك روسو

إرسال تعليق

أحدث أقدم