بلاد المور


 طرقت مسامعي اغنية كنت اسمعها قديما، لكن لم أكن ألقي السمع ،او لعلني لم أكن لأفهم معاني تلك الكلمات حينها  ، ولكن بعد ان ألقيت السمع وأصغيت وابصرت،ابتسمت لما تحمله تلك الكلمات من معاني ويا لها من كلمات، حتى صرت ادندن بها دون أن أشعر "رد بالك هادي بلادك را نتا محسود عليها


تلكم الكلمات حملتني بعيدا للتفكر  في  عالم المغرب الساحر. بلاد المور حيث احتمع البحر والنهر والصحراء بالجبل بالغاب معا، لتفرز لنا هذا البلد الذي ينبهر له كل من زاره ،وكثيرون هم من كتبوا عن المغرب وجماله وعنه  قالت  الكاتبة الامريكية ايديث راثون  ".إن زيارة المغرب لا تزال مثل قلب صفحات بعض المخطوطات الفارسية المضيئة كلها مطرزة بأشكال مشرقة وخطوط دقيقة.
 "
واضافة الى جمال الارض الأخاذ فالمغرب ارض يلتقي فيها الماضي بالحاضر ،اسوارُ وقلع الماضي السحيق  بمظاهر المدنية كأنك امام رواية تعمد كاتبها دمج المفارقات التاريخية فيها، وتلك هي بلادي بلاد منبت الاحرار، وكيف لا تكون كذلك وسكانها اسود الوغى وإسأل الزياني وماء العينين وصلاح الدين يخبرك  اننا سكنا القدس وكنا امناء عليه ، وعمرنا الاندلس .ولنا بين الامم مجد وانوار وكيف لا وأول جامعة في العالم هي جامعة القرويين بفاس المورية . فكيف لا نعتز بهويتنا وماضينا   .فالتاريخ الذي بنيانه والذي ننشده بنيانه على اسس علمية واركيولوجية، يمنحنا القوة والامل لبناء غد افضل . وليس تاريخا مبنيا على اسس ايدولوجية وعرقية لجهة معينة، وهذا  هو  إقصاء الذات ! فكيف سيكون لنا ابطال وعمالقة في شتى المجالات، ونحن نتنكر لتاريخ وهوية  بلد المور
فأي احساس وأي فخر سيكون عند ابنك وانت تحكي له عن بطولات الاجداد ، ألن يحب ان يحذو حذوهم وان يكون مثلهم وصدق   مصطفى لطفي المنفلوطي" حين قال
وكل نبات يُزرع في أرضٍ غيرِ أرضه، أو ساعةٍ غيرِ ساعته.. إما أن تأباه الأرض فتلفظَه، وإما أن ينشب فيها ويغسده " وكما قيل حب الاوطان من الايمان ،فما بالك اذن بإرث عظيم وتاريخ اقل ما يقال عنه انه لا بقدر بثمن . فالارتباط العاطفي بالارض اصيل  وخلقي . وهذه ليست دعوة للعرقية المفرطة  او التعصب ، فالمغاربة اهل تعايش  والشهود على ذلك كثيرة  . ولكننا نعيب على من يدعي ان المغرب لم يكن لاهله  شأن من ذي قبل حتى جاء اهل المشرق .وذلك ما يدفعنا للكتابة  حرقة للتعريف برجال ونساء هذا الوطن  واعدادهم كثيرة لا تحصى قديما قبل الميلاد  وبعده . فالتهميش طال الامازيغ والتهميش الذي تعرضت له المرأة المورية كبير ،ولو أن لها الفضل الكبير في الحفاظ على القيم والثقافة الامازيغية،وبالاضافة للدور الامومي، فقد لعبت المرأة الامازبغية ادورا قيادية وتقلدت مناصب عظيمة . ولان اعدادهن  كثيرة ،سأحاول تسليط الضوء على نموذجين لمثال المرأة الملكية او بالاحرى وقفة تأملية عند حياتهن. ك كيلوباترا سيليني  البنت الوحيدة لملكة مصر كليوباترا ،التي كان لها  تأثير كبير على سياسة زوجها جوبا الثاني، في مجالات شتى ك الفنون والآداب والمعمار، وحين وفاتها تم نقش اسمها واسم زوجها في منقوشة كتب عليها ملك وملكة موريطينية . وبعد مرور زمن طويل جائت السيدة الحرة حاكمة تطوان التي حاربت البرتغاليين الذين كانوا  يحتلون سبتة . اسمها غير معروف وهكذا كان لقبها عند البرتغاليين  وكتبوه فيه وثائقهم "السيدة النبيلة" .لاجل هذه النماذج نكتب وبأمثال هؤلاء نقتدي فكما قيل من لا يفتخر بأصله لا خير فيه

إرسال تعليق

أحدث أقدم