" سلوكت" او "تامغرا ن القرآن" او عرس القرآن باللغة العربية هو تقليد مغربي ضارب في جذور التاريخ المغربي بتقاليد امازيغية يحتفى فيه بالطالب الذي اتم حفظه لكتاب الله . فهي من العادات الحميدة المعروفة في المغرب و التي يروم من خلالها تحفيز الطلبة على الاجتهاد في حفظ القرآن الكريم و التفاني في طلب العلم .
ففي قرى سوس مثلا تتردد جملة " ييويس ن فلان إسوفغ" بمعنى ان ابن فلان استطاع إكمال حفظه للقرآن الكريم فيتلقى المتلقي من القرية هذا الخبر بنوع من التأثر الايجابي و يبدأ السؤال عن يوم "السلوكت" .
يأتي اليوم المنشود لكل طالب لكتاب الله و هو يرتدي حلة بيضاء فتبدأ مراسيم التتويج فيجتمع الطلبة حول فقيهم و ياتي الطالب المتوج حاملا لوحته التي اعدت خصيصا لهذا اليوم و هي مزركشة فيمررها على الفقيه و مساعديه و يكتب عليها كل واحد منهم آية قرآنية حسب ما بدأه الفقيه و بعدها تعلق اللوحة على قصبة طويلة و يطوف بها الطلبة مع الطالب المتوج في القرية مرددين أمداحا نبوية بلحن امازيغي جميل و يحملون قفة يضعون فيها ما جادت به بيوت اهل القرية تكريما للطالب المتوج و بعدها تقام حفلة في بيت اهل الطالب المتوج يحضرها الطلبة و اهل القرية و يختم فيها القرآن .
و في قرى و مداشر اخرى يحمل الطالب على حدوة حصان و يسمى بسلطان الطلبة فيطاف به في القرية في جمع مهيب يصطف فيه فقهاء المدرسة و الطلبة و هم ينشدون امداحا نبوية بلحن امازيغي جميل جدا و مؤثر و من وراءهم نساء و اطفال و رجال القرية و بعدها يرجعون للمدرسة و تقام حفلة على شرف الطالب المتوج بختم حفظه لكتاب الله .
كما انه في بعض المدن كتارودانت يتم جمع عدد من الطلاب الذي اتموا حفظهم لكتاب الله و يحتفل بهم جماعة و ينظم ملتقى دراسي يحضره عدد من علماء و فقهاء سوس و باقي مناطق المغرب .
"سلوكت" او "تامغرا ن القرآن" او عرس القرآن بالعربية هي من العادات الدينية المغربية الاصيلة بتقاليد امازيغية التي تشهد على مدى الاهتمام و العناية الكبيرة التي يوليها المغاربة عبر القرون للدين الاسلامي و تعاليمه و كذلك المكانة العالية التي يحضى بها حامل كتاب الله و اهل العلم الشرعي عامة.
Tags:
تاريخنا