الافتحاص البيداغوجي

الافتحاص البيداغوجي
الافتحاص l'audit في مفهومه العام نشاط منهجي مستقل للمراقبة والاستشارة قوامه الحصول على معطيات وبيانات ومعلومات موضوعية حول منظومة ما من أجل تحديد ما إذا كانت العناصر المكونة لهذه المنظومة متوافقة مع متطلبات المرجعية المعتمدة في هذا المجال. كما أنه عملية إصدار حكم على كيفية تنظيم كيان ما أو على إجراءات معينة أو عملية محددة، إنه، بالدرجة الأولى، أداة تمكن من التطوير والتحسين المستمرين لهذه المنظومة بالنظر لكونه يسمح بجرد ما هو موجود وقائم (الحالة الراهنة) بغية الوقوف على مكامن الضعف أو مظاهر عدم التوافق بالرجوع، طبعا، إلى المرجعية المعتمدة في الافتحاص، وكذا الكشف عن مظاهر الخلل وتشخيص المخاطر. والهدف من كل ذلك هو اقتراح الإجراءات المناسبة التي تمكن من تصحيح الفوارق الملحوظة وتجاوز مظاهر عدم التوافق القائمة.
بناء على ذلك، يمكن تعريف الافتحاص البيداغوجي l'audit pédagogique على أنه العملية المنهجية والمنظمة التي تنطلق من إطار مرجعي محدد، والتي تهدف إلى جمع المعطيات الضرورية والمناسبة حول التنظيم البيداغوجي، بحيث تمكن من تشخيص نقاط الضعف وعدم التوافق، والتحديد الدقيق لمظاهر الخلل التي تعتريه، من أجل التوصل إلى اقتراح الآليات المناسبة لتجاوزها وتحديد سبل تحسين الخدمات البيداغوجية والارتقاء بفاعلية التنظيم في اتجاه تحقيق الجودة.
لذلك، من بين أهم ما ينبغي أن يتميز به نظام الافتحاص البيداغوجي ما يلي:

  • أن تتوافق العناصر التي يعتمدها مع متطلبات المنظومة المطلوب افتحاصها.
  • أن يكون قادرا على تحقيق الأهداف المحددة.
  • أن يكون بمقدوره المساهمة في تحسين المنظومة والرفع من فاعليتها.
وعلى غرار ما هو موجود في المجالات الأخرى التي يشملها الافتحاص، يمكن التمييز في الافتحاص البيداغوجي بين الأنماط الثلاثة التالية:
  • افتحاص التوافق l'audit de conformité، الذي يركز على البعد القانوني والتشريعي.
  • افتحاص الفاعلية والنجاعة l'audit d'efficacité، ويركز على المظاهر المتعلقة بالتكوين والتواصل والتدبير التوقعي للموارد البشرية.
  • الافتحاص الإستراتيجي الذي يشكل مظهرا من المظاهر التي تترجم الإستراتيجية البيداغوجية المعتمدة في صيغة خطط وبرامج.
وغالبا ما يتخذ الافتحاص البيداغوجي صيغة تقويم، أي شكل مراقبة تستند إلى التعليميات الصادرة عن مراكز القرار المعنية بالأمر، فتكتسي، نتيجة لذلك، شكل الدعوة إلى الانضباط للتوجيهات، بيد أنه قد يهدف أيضا إلى توفير الوسائل المناسبة التي من شأنها المساعدة على التدبير والقيادة.
ويمكن أن يقوم الافتحاص في المجال البيداغوجي على أساس تشاركي، وذلك من خلال إشراك الفاعلين المعنيين بالأمر في مختلف المراحل. ويفترض هذا الأمر ما يلي:
  • أن يتم الافتحاص بطلب من المسؤول ذاته عن التنظيم أو المنظومة البيداغوجية.
  • أن يتم الطلب من خلال عملية تفاوض.
  • أن يتوافر المسؤولون عن المنظومة البيداغوجية على قدر وافر من حرية التصرف إزاء التوصيات المتوصل إليها في نهاية عملية الافتحاص.
  • أن يتوافق المعنيون بالأمر على المحافظة على سرية نتائج الافتحاص.
دفاتر التربية والتكوين الجزء 4

إرسال تعليق

أحدث أقدم