الركيبات قبيلة تحمل جينات أمازيغية

الركيبات قبيلة يزعم أفرادها أنهم ينتمون إلى سيدي أحمد الركيبي، الذي ينتهي نسبه حسب زعمهم إلى عبد السلام بن مشيش، وهذه القبيلة تنقسم إلى قسمين:

-ركيبات بالبنوة وهم من صلب أبناء سيدي أحمد الركيبي

-ركيبات بالمعية؛ هم أخلاط قبائل انضمت إلى أبناء سيدي أحمد الركيبي، وتعد نفسها من الركيبات.

الركيبات اليوم ينتشرون في أجزاء من الصحراء المغربية، خاصة في تيندوف، ويزعمون أنهم عرب أشراف، فهل ما يزعمونه حقيقة تصمد أمام آلة النقد التاريخي التي ترجع الأمور إلى أصولها. إن المؤرخين القدامي وهم في معظمهم عرب، سعوا إلى ربط تاريخ المغرب بالمشرق أصلا ونسبا؛ فبخصوص إرجاع القبائل إلى الأصل العربي، سأعطي أمثلة:

الكل يعلم أن المرابطين دولة مركزية انطلقت من الصحراء المغربية التي الآن مكان استيطان الركيبات وغيرهم من القبائل، ووحدت المغرب وضمت الأندلس والجزائر، وأن العصبية التي أقامت الدولة هي عصبية صنهاجة الأمازيغية، في المصادر التاريخية ماذا نجد؟ نجد أن المؤرخين يرجعون نسب صنهاجة إلى عرب اليمن.

كانت القبائل المنظوية تحت عصبية صنهاجة الصحراء يرتدي أفرادها اللثام، وكانت تسمى بذلك صنهاجة اللثام، كانوا يرتدونه لدرء الحر الشديد وريح الصحراء اللافح، لكن المؤرخ العربي وهو يفسر سبب ارتداء الصنهاجي للثام، ماذا قال؟ قال وهو يتحدث عن صنهاجة "قوم من حمير غلب عليهم الحياء فتلثموا" أي إن المؤرخ هنا يرجع أصل صنهاجة إلى عرب حمير باليمن، ويفسر ارتداء اللثام تفسيرا لا علاقة له بالواقع، فبزعمه أن ارتداء اللثام يرجع إلى الحياء الذي كانت تتحلى به هذه القبائل، في حين أن ارتداء اللثام فرضته ظروف الصحراء، والدليل هو إن الطوراق لا زالوا إلى اليوم ملثمين. إذن هنا يظهر أن العرب يرجعون كل شيء إلى أصول مشرقية. أعطيكم مثالا آخر، أن بني مرين الذين أسسوا الدولة المرينية هم زناتيون، في حين نسبها ابن أبي زرع الفاسي نقلا عن الفقية أبي علي الملياني إلى قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.

أما فيما يخص قضية النسب، فقد كان الشرفاء محاطين بهالة من التبجيل والتوقير، فحيازة النسب الشريف تدخل صاحبها في طبقة تتمع بالجاه والحظوة الاجتماعية والتحرر من العطاء والمغارم، لذلك تسابق الناس لانتحاله، وبذلك فليس اليوم كل من يدعي الشرف ينتمي إلى البيت النبوي الشريف، وعليه فنسبة الركيبات إلى البيت النبوي تقوم دلائل موضوعية ضده، منها:

-أولا: أهل البيت أهل حضر وليسوا بدوا، وقبيلة الركيبات بدو لا علاقة لهم بالحضر والحضارة، فهل يعقل أن ينحدر الشريف من الحضارة إلى البداوة.

-ثانيا: الصحراء المغربية هي مجال عصبية صنهاجة الأمازيغية التي كان لها الفضل في تأسيس أول دولة مركزية مغربية قوية التي هي الدولة المرابطية، فكيف لمجال وحد الدولة في الماضي أن يطالب اليوم بتقرير المصير.

-ثالثا: أثبتت دراسة جينية أجريت على عدد من سكان قبيلة الركيبات أن هؤلاء أمازيغ وليسوا عربا.

والخلاصة، إن الركيبات أخلاط من قبائل صنهاجة الأمازيغية وقبائل بني معقل العربية.

✍تحرير الدكتور عبد الخالق كلاب

إرسال تعليق

أحدث أقدم