تعد النظرية المعرفية من أحدث النظريات السيكولوجية على الإطلاق. لقد حاولت أن تستفيد من التطورات الحديثة في العلوم البيولوجية والبيداغوجيا والأعصاب والانتروبولوجيا، وبالتالي فإن النظرية المعرفية تجاوزت القصور الذي تضمنته كل من السلوكية والبنائية والجشطلتية والتحليل النفسي. ومن مبادئ المدرسة المعرفية، نجد إحلال المعرفة محل السلوك في عملية التعلم، كما أنها تجاوزت السلوك باعتباره موضوعا لعلم النفس، وأصبحت تدرس الحالات الذهنية للفرد، وتركز على المعرفة باعتبارها ظاهرة سيكولوجية بامتياز. ومن مبادئها أيضا، نجد التفاعل بين الفرد والمحيط، وهو تفاعل دينامي يؤدي إلى التكيف والتوافق وإلى التأثر. إنها أذن، ترفض ثنائية مثير استجابة. ذلك أن المتعلم يلعب دورا أساسيا في عملية التعلم، وبالتالي لا ينبغي تهميشه أو اعتباره متلقيا سلبيا كما ترى النظرية السلوكية.
ومن إيجابيات هذه المدرسة أنها تهتم بدراسة التمثلات الذهنية للفرد والمجتمع وما لها من تأثير على التعلم. كما تدرس الاستراتيجيات المعرفية والميتامعرفية التي يستعملها المتعلم أثناء التعلم، وتهتم بالشيمات الذهنية والتمثلات والذكاءات المتعددة. ويمكن القول بأنها نظرية عقلانية أكثر منها وضعانية، الشيء الذي يجعلها تلتقي مع النظرية البنائية والتفاعلية الاجتماعية في مستويات عدة.
إن أصحاب النظرية المعرفية المعاصرين يتفقون حول كون جزء من النشاط الذي نسميه معرفيان يشبه إلى حد كبير ما كان علماء النفس الكلاسيكيون يسمونه بالإدراك والانتباه والذاكرة واللغة والأنشطة العقلية. ويفترض هؤلاء أن الكائن البشري هو في كليته عُدَّةُُ أو جهاز لمعالجة وخزن المعلومات.
نقلا عن العربي اسليماني، المعين في التربية
Tags:
تربويات