المثلث البيداغوجي

المثلث البيداغوجي
يمكن تحديد الوضعية البيداغوجية بوصفها مثلثا يتكون من ثلاثة عناصر هي: المعرفة والمدرس والتلاميذ (جان هوساي).
وتقتضي معالجة قضايا التعليم والتعلم من منظور ديداكتيكي، تحديد العلاقة البيداغوجية بين الأقطاب الثلاثة المذكورة. كما تتحدد طبيعة الفعل البيداغوجي من خلال نوعية العلاقات القائمة بين هذه العناصر الثلاثة، والمكانة التي يحتلها كل واحد منها في عملية التعليم. وتحيل علاقة المدرس بالمعرفة على العمل الديداكتيكي؛ أي على كيفية تدريس مادة أو مواد معينة. بينما تشير علاقة التلميذ بالمعرفة إلى استراتيجيات وأساليب التعلم. أما العلاقة بين المدرس والتلميذ، فإنها تحدد طبيعة العلاقة البيداغوجية.
وعلى أساس المكانة التي يحتلها كل عنصر من هذه العناصر في العملية التعليمية التعلمية، يمكن التمييز بين بيداغوجيا متمركزة حول المعرفة، وأخرى متمركزة حول الأستاذ، وثالثة متمركزة حول التلميذ كما هو الحال في البيداغوجيا الحديثة.
لقد تطور التفكير في علاقة التلميذ بالمعرفة بسبب تصور البيداغوجيا التقليدية السلبي للتلاميذ باعتبارهم مجرد ذوات محايدة قابلة للشحن بالمعلومات. وفي مقابل ذلك، انطلق الديداكتيك من كون التلاميذ لسيوا علبا فارغة، بل إنهم يشاركون في بناء تعلمهم على أساس معارفهم المكتسبة من قبل، داخل وخارج الموسسة المدرسية.
يتعلق الأمر، بخصوص علاقة المدرس بالمعرفة، بالمضامين التي يتم تعليمها، والتي تحددها البرامج والتوجيهات الرسمية والكتب المدرسية. ويدمج المدرس هذه المعطيات بطريقته كنقطة انطلاق، حيث يمارس عليها عملية تحويل بغرض إعادة بنائها وفق ما تقتضيه حاجيات المتعلم.
أما علاقة المدرس بالتلميذ، فتندرج في إطار ما يعرف بالتعاقد البيداغوجي الذي يتم بين هذين الطرفين في غالب الأحيان، الذي يقنن بطريقة مضمرة وضعيات التعليم، ويحيل على منتظرات الطرفين معا وعلى عادات وآليات مدرسية ضمن فعل تواصلي متعدد الأبعاد.
هكذا، يمكننا تأطير العلاقة بين هذه الأقطاب (مدرس، تلميذ، معرفة) وفق ثلاثة مستويات نوجزها كما يلي:
  • مستوى متعلق بموضوع المعرفة وطبيعتها.
  • مستوى متعلق بشروط امتلاك المتعلم للمعرفة.
  • مستوى يخص تدخلات المدرس وعلاقته بالمعارف.
دفاتر التربية والتكوين الجزء 1

إرسال تعليق

أحدث أقدم